أحوال

أحمد برقاوي

أتأمل أحوالي

لا كي أعرفني ،

فكل ماهياتي صارت أمامي

حتى تلك التي كانت ورائي

هي الآن حاضرة معي

أتأمل أحوالي

لا كي تندم حال من حال

أو تعتذر

 وجودي يصرف ماهياتي على طاولة القمار

المنتشرة في كل صالات الوجود والزمن

لا أطيق أحداً أن يراقبني

ولا أراقب حراً في غابة أو حارة

الآخر يسلب الوحدة والتفرد

ولست أدري لماذا يترصد بي

بأقوالي وأقداح خمري ورحلات قلبي

لا مدح يغريني

ولا قدح يغيظني

لا أحد يراني كما أراني

ولا أملك سيفاً أحمله على الناس

وعاطفتي جناح يحط على قلب من يشاء

أتأمل العدم القار في ذاتي

متصالحاً مع مصير أعرفه

وأجهل متى يقرع باب وجودي

لا أدري من أكون غداً

ولا كيف سأكون

في الآتي من الأيام

فلا تسلني عن ماهية غائبة لم تكن بعد

أتأفف حراً من حريتي

عقلي المشاغب غارق في عبث

لم يصنعه

،أنا كل أحوال النهر

.أجري أحياناً بحكمته الودودة

، وأهدر أحياناً بغضب فيضي

،وحين أشعر بحال من جفاف

أتحول أحوالاً من اللامعنى الكثير

أتأمل يباس الشجر

وشقوق مجراي

والحصى على صفافي العطشة

تحررت حتى صرت صفحة بيضاء

كلما كتبت عليها

أهدتني أخرى

وعدمي كتابي الأخير

ذاتي هي انفجارات دائمة

تعيش في قلب الوجود ،

متقززة من الشواطئ.

2-

و بينا الكأس يتمايل  بين أصابعي

 ويرقص  الخمر فيه باسماً

رقصة السماح

جاءني زمني المتبقي من زمني

شفافاً كقنديل البحر

و راح يرمقني بعيون لم تتغير

هي هي في كل الأحوال

نظرت إليه

معاتباً قلت له

لماذا تلحق بي أيها الزمن المتبقي من زمني

كلما  رأيتني غارقاً  في شجني

وآلامي ووجدي

في فرحي وحزني

أجئت تسألني أن أسألكَ

دعني وشأني  

فأنا  لا أريد أن أعرف  شيئاً عن قسمات وجهك الآتي

و لا أحفل بما سوف تكون

ولست بمكترث بما تخبئ لي في جعبتك.

أيها المتطفل على موائدي 

أجئتني لتذكرني بك

و لتفسد عليّ لعب الطفل بالآن

أم لتمنحني حب البقاء كما يجب البقاء

أيها الزمن المتبقي من زمني 

ما أعندك

طالت الرحلة  و أنت أنت  كما كل الأزمان

التي مرت

لما تزل تغريني  بأجنحةِ السفر 

مازلت تأسرني  بالأمنيات

وتُسكنني في  فضاء الحلم .

فأنت تدري بأن روحي

 لا تحط على يباس القنوط. 

أيها الزمن المتبقي من زمني

أشكرك لأنك مازلت تهديني الممكنات

كي لا أنفر من رتابة الحياة

ولكن ماذا دهاك

بالأمس  نصبت لي شركاً

وأوقعتني في حب ٍ  بالمستحيل

عجباً منك

لماذا لماذا ؟

لماذا أغريتني بالمستحيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى