معنى آخر للجُمان
جمانة الطراونة | الأردن
الحيرةُ العمياءُ تشربُ خاطري
وأنا أعتّقُ دهشةً لمشاعري
///
حقُّ القصيدةِ أنْ تغادرَ سجنَها
لا شيءَ أشهى مِنْ جنونِ الشاعرِ
///
هِسْتيريا ضحكِ الحياةِ وراءَهُ
حزنٌ فأشقى الدمعِ دمعُ الساخرِ
///
والفيلسوفُ يمرُّ مِنْ أخطائهِ
كمرورِ طائرةٍ ببالِ مُسافرِ
///
سأقولُ للكلماتِ لا تتعملقي
دربُ المجازِ معبّدٌ للسائرِ
///
وجهي مِنَ المرآةِ يضحكُ ساخراً
منّي وأحلى الضحْكِ ضحْكُ الآخرِ
///
لا تعرفُ الأحلامُ متعةَ سِحْرِها
حتى تمُرَّ على خيالِ الساهرِ
///
وأنا بنومِ الذئبِ أُلْهِمُ مُقْلَتِي
معنى الْتفافِ السَّهْمِ حَولَ الغادرِ
///
والباقةُ الأُولى ستنقلُ ما جرى
بيني وبينكَ مِنْ حديثٍ عابرِ
///
(جيمي) جهنّمُ حين أغضبُ بينما
(ميمي) ملاذٌ للحبيب الحائرِ
///
(ألِفي) أمانٌ مثلما (نوني)ندىً
و(التاءُ) توقٌ للوصالِ الطاهرِ
///
بالوردِ أوَّلَتِ الحديقةُ مشيتي
وأنا أُجَرْجِرُ ذيلَ ثوبي العاطرِ
///
هٰذي أنا وأنا (جمانة) بنتُ مَنْ
ولدوا ملوكاً كابراً عن كابرِ
///
لا تتّهمني بالغرورِ فقد ترى
في نفشةِ الطاووسِ حُلْمَ الطائرِ
///
فالنّسرُ مهما شاخَ يحفظُ قدرَهُ
ويعيشُ حتّى الموتِ باسمِ الكاسرِ
///
هي طعنةٌ في الظهرِ ليس تُميتُني
فارجِعْ بعارِ الخِنْجَرِ المُتآمِرِ
///
ومعي عصا موسى منحتُكَ فرصةً
لتُقِّرَ أنَّ الحبلَ إفكُ الساحرِ
///
لي آيةٌ أُخرى ولا أعني يدي
فالجيبُ أوسعُ مِنْ خيال الكافرِ
///
وحديْ أُرتّبُ للغيومِ هطولَها
وأعودُ غصباً بالسحابِ الماطرِ
///
حيثُ السماءُ بكلِّ تفصيلاتِها
حلّتْ مكرّمةً بقلبِ دفاتري