د. عدنان كمال .. صمود ومثابرة في مكافحة الأمراض الجلدية والتوعية بها
محمد زحايكة | فلسطين
من أقدم أطباء الجلدية والتناسلية في مدينة القدس وممن يتميزون بالكفاءة والبراعة، ومن الذين مرَّ من تحت أيديهم الاآلاف المؤلفة عبر السنين والعقود الطويلة في عيادته المشهورة في شارع المسعودي وهو الشارع الخلفي الموازي لشارع صلاح الدين والمتفرع من شارع الزهراء.
عندما كانت تصيب الصاحب حساسية ما في الجلد كان يهرع إليه، فيجد عنده العلاح والدواء الشافي المعافي، ويجد أمامه طبيبا إنسانا يتقاضى كشفية شبه رمزية ومعقولة لم يطرأ عليها خلال السنوات الطويلة إلا ارتفاعا بسيطا لا يكاد يذكر. وقبل ذلك تشعر أنك تتعامل مع إنسان في غاية اللطافة والكياسة، شديد التواضع، طالما صادفه الصاحب يذرع في شوارع القدس، فيتوقفان على ناصية الشارع للحظات أو دقائق لدردشة سريعة وعابرة ومجاملة مع ابتسامة وديعة ترتسم دائما على محياه البشوش.
ومما آثار اهتمام الصاحب في شخصية الدكتور عدنان كمال حرصه المميز على نشر التوعية الجماهيرية بخصوص الأمراض الجلدية سواء من خلال محاضراته التي كان يقدمها في اللقاءات والمؤتمرات العلمية أيام مجمع النقابات المهنية الذهبية في بيت (حنينا) أو من خلال نشر المقالات في الصحف المحلية أو إجراء المقابلات الصحفية بهدف التعريف بهذه الأمراض وخطورة بعضها مثل الصدفية التي تحدث تشوهات في جلد الإنسان خاصة في الأعضاء الظاهرة مثل الوجه والجبين. إلى جانب المحاضرات في الجامعات الفلسطينية وفي مقدمتها جامعة القدس كلية الطب واستقباله على الدوام طلبة متدربين من الجنسين ليستفيدوا من خبرته الواسعة في هذا التخصص الطبي المتوسع على الدوام.
وكان للصاحب الشرف في التعامل مع الدكتور كمال من خلال نشر مقالات ومعالجات طبية في الجريدة نصف الشهرية ” البلد” التي صدرت ردحا من الزمن، تطرق فيها إلى مجموعة من الأمراض الجلدية التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني حيث لا يبخل في تقديم النصح والإرشاد ونشر أية معلومة يمكن أن تفيد القارئ والمهتم. ومع مرور الوقت ركز د. كمال على التخصص أكثر في الأمراض الجلدية على حساب التناسلية التي ربما شهدت تراجعا ملحوظا بسبب الوعي العام أو للجوء بعض المصابين إلى الأطباء النفسيين وبعضهم الآخر إلى الشعوذات والأحجبة وفك الطلاسم والعمل والمعمول في منع طخ الظبع البهلول؟!
دكتور عدنان كمال علامة مسجلة وله بصمة فارقة في مجال تخصصه، حافظ على مسموعياته الطبية واجتهد ما وسعه الاجتهاد، ليظل مواكبا التطورات العلمية في تخصصه الطبي حتى غدا اسما على مسمى من كمال الأخلاق الإنسانية والروح المعنوية والإيجابية العالية والتعامل بود ورفق وصبر جميل وطولة بال وأناة حتى يصل مع مرضاه إلى النتيحة المرجوة من الشفاء التام والتخلص من الأوجاع والآلام .
ويبقى الدكتور عدنان كمال حالة طبية في قاموس القدس الطبي صمدت لأجيال وهي تواصل درب العلاج والشفاء وتسكين الآلام لكل الموجوعين والمتألمين في هذه الحياة الفانية . كل التقدير والاحترام لهذا الطبيب الإنسان على نفسه الطويل واستمراره على رأس عمله بمثابرة وإخلاص وتفاني نادر.