عالم الثقافة | القاهرة
تعبر قصص تلك المجموعة القصصية في طبعة جديدة مزيدة، ومنقّحة؛ عن حكايات من الواقع الحياتي، ومدى المعاناة والآلام التي يعيشها المواطن؛ من أجل أن يعيش ويستمر في كفاحه للحصول على لقمة العيش، والاستمرار بقدر المستطاع؛ رغم كل الظروف المحبطة التي يواجها في تلك الحياة الشاقة والصعبة المنال. فنعيش بين أجواء: الحب، والأمنيات، والعاصفة، والجريمة؛ لأبطال تلك الحكايات الواقعية إلى حد ما. مع قدر من التخييل والقفزات الفنية والسردية.وتتعدد المواقف واللقطات القصصية من قصة لأخرى. حتى تبدو لنا مثل أنواع الفاكهة المختلفة المذاق والمتنوعة الفائدة.حيث منها الفاسد والضار، ومنها الحلو المذاق والصحي. هكذا أيضًا يبدو البشر، فمنهم الطيب والمفيد لنفسه وللجميع بحسن سيرته وأعماله الحسنة. التي تعود بالخير على نفسه وعلى الجميع، والوجه المناقض له المتمثل في الشخص السئ والمؤذي. الذي يجلب المصائب والضرر لنفسه وللجميع أيضًا. فالبشر مثل الفاكهة تتعدد ألوانها وأشكالها ومذاقها من نوع لآخر. من أجواء قصة:(عاصفة التنين).
(الظَّلام يوحي لنا بالكثير، وتلك الدَّوائروالأشكال الغرائبيّة تتشكَّل أمام عينيَّ البارقتين بالنّظر، لأقتحم مسار الرُّؤية رغم هذا الظّلام الكثيف.كان حبيب الظّلام يأتي دومًا في تلك اللّيالي الغائبة منه الآن، حينما كان يقترب موعد نومي، وأقبع في الظّلام الدّامسلاستجداء النّوم، كانوكانت تلك اللّيالي الطّويلة لسنوات طوال حتى حلّ الفراق اللّعين. لغة الأحياء والموتى في مسارتلك الحياة المبهمة، وأصبحت حياتي مظلمةً في الصّباح والمساء،كلٌّ على حاله سواء بعد رحيله المفاجئ كظهوره المفاجئ أيضًا، وبتُّ في ظلامي أفرفركالدّجاجة المذبوحة بأنين الخلاص، بدون حديثه الشّجي، ودفء الحب والشّوق والاشتياق والحنين، وكلّ هراءات الحبِّ المعهودة لنا نحن البشر المساكين دون حبّ، دون رجاء، دون ونيس، غيرأن نحتضنَ وسادة الوحدة المظلمة. ظللت ليومين وأنا أقبع في الظّلام الفعليِّ دون إرادتي كما أفعل، بسبب انقطاع الكهرباء والماء، فقد حلَّت عاصفةٌ أُطلق عليها (عاصفة التّنّين) الهوجاء، بأمطارٍ غزيرةٍ وبرقٍ ورعدٍعطّلت كلّ شيءٍ، حتى أغرقتِ البلاد في حلكة الظّلام المرعب.التقطت تليفوني لأقهرَ هذا الظّلام الإجباري الجاسم على أنفاسي دون مشيئتي. تصفّحت في مدونة (كورونا مصر)، هذا الضّيف الجديد المسمّى (جائحة الكورونا المستجدة – كوفيد 19)، لأتابع كلَّ ما يستجدُّ من نصائحَ وتعليماتٍ تأتي من منظّمة الصّحة العالميّة، وكان اليوم عن خطوات غسل اليدين بالماء والصّابون للحماية من تسلّق الفيروس إلى الوجه عن طريق الفم والأنف والعينين، بوقتٍ لا يقلُّ عن 20 إلى 30ثانية، مع مقترحٍ غنائيٍّ عند الغسل بغناء جملة:(هابي بِرث دي تو يو )مرّتين أو ثلاث، حتى ينتهي الأمرصحيحًا.).