قصائد وردية
رولا مرهج| أديبة من سورية
أيا غائباً في أزقةِ البعدِ
متوارياً في ثَنايا الماضي
وخلفَ جدرانِ الهجرِ
أيّها الميمِّمُ شطرَ النسيان
والمقنَّعُ بقناعِ اللامبالاة
في ظلمةِ القطيعة
أيا تائهاً عن دروبي
وضالاً عن عشقيّ المجنون
وأنتَ في غيابةِ حلميَ الأسير
خلفَ قُضبانِ صَلَفِكَ
وتحتَ وطأةِ غَطرستِكَ
تتقاذفُني ألسنةُ لهيبِ الحَيرة
وفي صَحوي ونَومي
ينقضُّ عليَّ سؤالٌ مفترسٌ
كيفَ لي أن أتجرَّع كأسَ نسيانكَ
وأنحني لعاصفةِ الفراقْ
وأنتَ من أنت
أنت النبضُ
ومنكَ أتنفَّسُ الحياة
كيفَ لنسيانٍ حارقٍ أن يعصُر الوجدَ
وأن يلتهمَ كل بيادرِ ذكرياتنا
واسمُكَ المندّى بآياتِ الجمالِ
يختالُ في القلبِ
ويسري في الوريدِ
أيّا حاضراً في تَفاصيلِ وجداني
كغصن قُرنفلٍ تعشّقَ الماءَ
كسربِ النوارسِ يُعانقُ زبدَ البحرِ
سألقاكَ
على ضفّةِ الأملِ
ها قَد جَمعتُ ريحانَ أشواقي
قطفتهُ من جِنانِ ذكرانا
وكللتُ به عرائسَ أشعاري فيكَ وإليكَ
لأزفَّها حين ألقاكَ
مع سحاباتِ الأُفقِ
وبينَ نجماتِ السهر
لألقاكَ
بقبلةِ حبٍ
وشطر ِ غزلٍ
لأُلامِسَ طيفكَ
وأرتمي بأجنحتي
بين يديكَ
ولنترنّمَ معاً
بلحنِ الشعرِ
وسيمفونية الهوى
ونُخلِّدَ هَوانا
في جنةِ القوافي
بقصائدَ ورديَّةٍ
كلما خطّ نبضنا قصيدةً
فَاض وفاحَ عبيرُها
ليظللَنا سحاباً حانياً
ونَبقى معاً
في نعيمِ العناقِ
بلا وداعٍ
ولا فُراق