تظلل تناهيد القصائد
ريناس إنجيم | طرابلس – ليبيا
بداخلي تغول مندس
بين خبايا عجاف المواقد
يتحين مواسم المناجل
كي يشبع شهية الفقد
بات العمر كابوسا يجثو
فوق صدر مخيلتي
يمتص دماء رغبتي
يجعل مني
أنثى بملامح كافرة
ترتديها الحيرة
ويكتنفها الذعر
تحاول جاهدة إزاحة
هذا الكابوس
الذي لا ينفك عن مطاردتها
في كل حين
تحيك له من صخب الغواية فخا
وتقيده بضحكاتها
التي تشبه عهر الحانات
تحبو نحو حقول الذكريات
كي تغفو في آمان الماضي
بعد أن صار الحاضر
مكمن شك
يثير جدل الذكريات
ويستفز مواقع الدهشة
تبحر نحو مرافيء خلوتها
تنزوي هربا من بشاعة المراكب
وغدر الأشرعة
تغلق بابها بأقفال الصمت
بعيدا عن سذاجة الأزقة
وصخب المدن
تحاكي جدران جحرتها
وتحتضن مرآتها
بعد أن صارت العودة إليك
ضربا من المذلة
و الوقوف على عتبات بابك
إهدارا للكبرياء
ومضيعة للحضور
استجمعت كلها
ثم ابتسمت بحزن
وصارت تحكي عن تلك اللقاءات
التي غالبا ما تكون على حين غفلة
وعند تلك القبلات المباغثة
وعن دبيب الهمس الذي يسري
داخل أوردتها
يمد عروقه حتى باطن شغفها
فتنمو أشجار سنديان وصفصاف
تظلل تناهيد القصائد
تلك القصائد التي دونت فيها
كل ما هب ودب
من هفواتها ونزواتها
التي كانت ترتكبها
مع سبق الإصرار والترصد معك
و عنونتها بأبجدية منحوثة
جعلت منها تماثيل
تشيد بها حضارات
تحكي تاريخا من الوله
وتصنع أمجادا من النشوة
كانت فيه ملكة
تعتلي عرش قلبك
قبل أن ينالها سيف الخديعة
كان الحديث طويلا
حتى غفت الجدران
ونامت المرايا
توسدت بقية حكايتها
وتلحفت بماضيها
بعد أن أخذت عهدا على عاتقها
أن لا تعيد الكرة
وان تمضي بمحاذاة ظلها
تهش طيفك كلما لاح