ملتقى ميسان الثقافي يفتح طاولته بقراءة شفرات وحفريات رواية “الماجدية” للمخرج المسرحي كاظم ابو جويدة

حيدر الحجاج | العراق
ضمن مشروعه الحامل لهوية الثقافة والإبداع انبرى ملتقى ميسان الثقافي ليحتفي بالكاتب والمخرج المسرحي كاظم ابو جويدة لصدور روايته البكر “الماجدية” والصادرة عن دار السرد بطبعتها الثانية وسط حضور اكاديمي وفني وثقافي لما تمتلكه القاعدة الرصينة لملتقى ميسان الثقافي وهو يطرز عامه الثالث في جلسات ستبقى ملمحا ثقافيا بارزا في الوسط الثقافي العراقي .وبالتعاون مع مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية. قدم الأمسية القاص والروائي تحسين علي كريدي مستهلا الجلسة بما قدمه ابو جويدة من اصدارات قصصية ومجموعة شعرية سبقت روايته المحتفى بها متناولا النسيج السردي الذي تناوله ابو جويدة في شخصيات كان لها أثرها الحقيقي وما قدمته الماجدية في كنف المحتفى به . ثم حلت ورقة الناقد الدكتور جبار ماجد البهادلي متناولا فيها الثنائية المعرفية / الجمالية الفنية والدقة في تشكيل نسيج سردي متلازم تفرد في جمع عمق البناء المحكم وجماليته في التصوير البصري كما تطرق البهادلي الى شخصيات الرواية واصفا أيها بميلودراما الفن الحركي البصري المسرحي. بعدها ارتقى الروائي والسينارست ضاري الغضبان حيث أشار الى اهم العتبات المكانية والتي حلت في الرواية كمرموزات صاغها ابو جويدة في امكنته وشواخصه التي شكلت مبرزا هاما في محبته ووفائه العالي لما امتلكه من عمق تاريخي لتستدرج بعدها مواقع أخرى من مدينة العمارة .وكأن الماجدية القلب النابض والمركز الهام لتحولات الامكنة الأخرى من مقاهي وجسور ودكاكين ارتبطت بها حركة الشخوص ومرموزاتهم التي لاتغادر الذاكرة وكلها وائمت ابو جويدة لتكون ذاكرة القراءة هي ذاكرة القراء من مواقع رسخت في ذاكرة مجايليه وقاطني الماجدية تحديدا كما اشاد الغضبان بالمنجز الإبداعي للمحتفى به خلال مسيرته الحافلة بالابداع .
بعدها حل دور الشاعر رعد شاكر السامرائي حيث أشار الى مفصل مهم وهو توهج العامية في رواية الماجدية منوها الى الخلاف القائم بين المشتغلين في فنون الكتابة الأدبية فيما يخص لغة التدوين .. حيث ان هنالك المتعصبون الى اللغة الفصحى يقابلهم من لا يجد مثلبة في تضمين النصوص شيئًا من العامية وخصوصا في حوار الشخصيات حيث استذكر السامرائي مقولة توفيق الحكيم (في رواياتي ومسرحياتي لا استطيع ان اجعل العتال والفراش وسائق التاكسي يتكلمون الفصحى ) وأكد السامرائي في ورقته ان ابو جويدة لا يتعامل مع المفردة العامية ضمن اطارها الجغرافي بمعنى التقوقع ضمن حدود اطارها ودلالتها بل يوضفها لحفر المعنى الذي يروم ايصاله للمتلقي ..بعدها انبرى المحتفى به للمنصة ليقدم لنا اهم الاحداثيات والشخصيات التي تناولها في الرواية مشيرا الى العمق التاريخي الذي امتلكته الماجدية في صناعة رموزها ومرموزاتها عبر نصف قرن من الزمن وأكد ابو جويدة على ان رحلة الماجدية مشبها اياها بنفق طويل واعزا لمخيلته توزيع الأدوار كما كانت بعفويتها المطلقة كما نوه ابو جويدة الماجدية شكلت منعطفا مهما في تجسيد ابطال روايته والذين عاشوا معه في كنف الحرمان والعوز والاضطهاد القسري من تابوات السلطة المقيتة انذاك وقبيل فتح بوابات الحوار للحاضرين قدم الشاعر الشاب علي حسن ورقة عن يوم الضاد لامس فيها شغفه الشديد الى اللغة مقدما شهادة تقديرية لاستاذه القدير الشاعر والناقد عصام كاظم جري كونه القدوة الحسنة التي يكن لها كل التقدير .




