ساعتي لم تحن
تركي عامر | فلسطين
سَأَلُوا عَنْهُ يَوْمًا. فَقِيلَ لَهُمْ:
بِرِعايَةِ مُنْتَجَعٍ. مِنْ ذُهانٍ
يُعانِي وَلَيْسَ يَعِنّْ.
ذَهَبُوا مِنْ هُناكَ إِلَى مَرْجَعٍ.
فَأَشارَ عَلَيْهِمْ: عَلَيْكُمْ
عِيادَتُهُ. فَالمَرِيضُ يَحِنُّ كَثِيرًا،
وَإِنْ كانَ لَيْسَ يَئِنّْ.
وَجَدُوهُ يُقَلِّدُ صَوْتَ شَهِيقٍ
عَمِيقٍ. تَباكَوْا بِدُونِ دُمُوعٍ،
كَأَنَّ الجِنازَةَ قابَ زَفِيرٍ أَخِيرٍ.
أَزاحُوا العَقاربَ نَحْوَ اليَمِينِ بِلا
رَحْمَةٍ. حَقَنُوهُ بِأَدْعِيَةٍ لَيْسَ فِيها
دَواءٌ. بِتَمْتَمَةٍ وَعَظُوهُ سَرِيعًا:
بِرَبِّكَ فَلْتَسْتَعِنْ!
لَمْ يَشَأْ أَنْ يُسَفِّهَ فِكْرَتَهُمْ.
قالَ: إِنِّي إِلٰهِيَ لا أَمْتَحِنْ.
ضَحِكُوا. فَأَضافَ بِلَهْجَةِ مُتَّهَمٍ
بِجَرِيمَةِ إِضْحاكِهِمْ دُونَ قَصْدٍ:
رَبِحْتُمْ مَزِيدًا مِنَ الوَقْتِ،
فَلْتَذْهَبُوا الآنَ! شُكْرًا!
قَصائِدَكُمْ نَقِّحُوا!، ساعَتِي
لَمْ تَحِنْ.