من الحديقة: جوري ومرّار وقرّيص

إبراهيم جوهر | فلسطين

(1) جوري:

فور دخولي حديقة البيت أشاحت زهرة الجوري بأوراقها بعيدا.

لم تشأ النظر في وجهي، أو ربما تعاتبني بدلال الأصدقاء ومحبتهم.

أنا أهملتها. قررت أن أهملها خوفا على كبريائي من الخدش.

وبين الحين والآخر كنت أسترقّ النظر خلسة إليها أرقب حالها.

كم كانت دهشتي كبيرة حين التقت عيوننا في منتصف الطريق.

هي أرادت أن تحكي في الوقت نفسه الذي تهيّأتُ فيه لقول كلام ما.

الجوري يتدلّل. لا يعرف المناكفة ولا الغضب. إنه يعتب فقط.

(2) مُرّار:

قررنا في الوقت نفسه التراجع عن ذاك الحَرَد الصبياني،

وحين هممت بالقول: أنا متأسّف، باغتتني شوكة مرّار وخزت كفّي.

راحتي المتألمة لم تستطع ردّ الغضب على شكل شتيمة

ولا على شكل اقتلاع.

تحمّلت الألم بابتسامة مصطنعة، وتابعتُ الجورية العاتبة،

فماذا عساها ستقول؟!

(3) قرّيص:

أقف على هذا الإهمال البادي في سطح الحديقة: نباتات غمرتها الأعشاب غير المرغوب بحياتها.

جدار سقطت بعض حجارته.

والجورية تتراجع عن القول. راحتي تؤلمني

وقرّيص الإهمال بدا لي يتكاثر.

أغادر قلقا: راحتي تلحّ بنزق: افركني، افركني

والقرّيص يتكاثر، والجورية عادت تشيح بوجهها بعيدا، وأنا أقفل عائدا أحمل خيبتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى