فَتيلٌ في حضرةِ سَيّدِ النّور

محمد العياف العموش | الأردن

الدّمعُ زيتي والعُيونُ زُجاجي
أشعلْ فتيلي قد رَفَعتُ سِراجي

إنّي انْطَرَحتُ ببابِ نوركَ شاحِباً
كَفّي تَقاصَرَ عن يدِ المِزلاجِ

هاجتْ بكَ الأشواقُ ، هَدِّئْ روعَها
بقصيدةٍ مِنْ لاعجٍ مُهتاجِ

شَغَلَ القصيدةَ مالئُ الدُّنيا فلمْ
تَحفلْ لذكرِ الغادةِ المغناجِ

من مكّةٍ فَصَلتْ قوافلُ نُورِكمْ
ألقِ القميصَ على عَماءِ فِجاجِ

فاللّيلُ مُعتَكَفُ البكاءِ ، ولَهفتي
عَزمُ البُراقِ ، وآهتي معراجي

ما زلتُ أرتُقُ غيمتيْنِ وأرتقي
رَطِّبْ بِعذبِ رضاكَ حَلقَ أجاجي

ومُقسَّمٌ بين الرّجاءِ وخوفهِ
أدخلْ جنابكَ ذا المَخوفَ الرّاجي

هَبني نجاةً قد غرقتُ محبّةً
ليُقالَ : قد فازَ الغريقُ النّاجي ؟!

فاضتْ على الدُّنيا بحورُ محمّدٍ
حتى لَقَطْنَا الدُرَّ في الأمواجِ

أحرجتَ بالأخلاقِ كُلَّ مُكَمَّلٍ
نقصي بمدحكَ كاملُ الإحراجِ

” اقرأ ” فهذا الغارُ أوضحُ منهجٍ
والعالِمون سواك مَحضُ أحاجي

جاؤوا إلى الدنيا سَرابَ مَفازةٍ
وأتيتَها بالنّافعِ الثّجَّاجِ

بَدَأتُ بكَ الغاياتُ أعظمَ خاتَمٍ
يا مُنتهی ذا العالَمِ المُحتاجِ

طُويَ الزّمان على المكانِ جلالةً
لصعودِ نورِ المُصطفی الوهّاجِ

وُهِبَتْ بكَ الدّنيا ، وكلُّ ولادةٍ
– يا بنتَ وهبٍ – قَبلُ مَحضُ خَداجِ

لاذتْ بكَ الدُّنيا فما أدمی لها
قلباً أنينٌ في استغاثةِ لاجي

وبنيتَ من سعفِ النخيلِ مآذناً
شَمَختْ سماحتُها على الأبراج

وفتحتَ بالعدلِ القلوبَ فأخبَتَتْ
والسِرُّ في التّطبيقِ والمنهاجِ

في جَنبهِ أثرُ الحصيرِ ولمْ يكنْ
نظريّةً أثِرَت بِبُرجٍ عاجي

أخضعتَ باللِّينِ الشعوبَ ، فأينَ همْ !
المُخضعونَ النّاسَ بالميراجِ ؟!

ذُهِلتْ بهِ الإغريقُ وهي عريقةٌ
وتَعَجّبُ الفينيقُ في قرطاجِ

السّامقونَ مكانةً والمُنصفونَ
مقالةً في جهرةٍ وتناجِ

شَهدوا بفضلِ محمدٍ ونبوغهِ
فاتركْ مقالةَ حاقدٍ مِلجاجِ

داويتُ بالنسيّان كُلّ مُحبّبٍ
ورأيتُ ذكركَ بالدّموع علاجي

أحصِرتُ ، لا هَديٌ إليهِ أسُوقُهُ
فاقبلْ فؤادي رِفقةَ الحُجّاجِ

نطقتْ بكَ الآياتُ فهي صَلاتُنا
فاعذرْ صِلاتِ الشّاعرِ اللجلاجِ

لا نقصَ في اللغةِ الحريرِ وإنّما
النقصُ كلّ النقصِ في النسّاجِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى