حين أَطَلَّتْ سُمُوُّ الأَمِيرَة

تركي عامر | فلسطين

سَلامٌ عَلَى الطَّيِّبِينْ!

وَطُوبَى لِمَنْ يَنْعَمُونَ بِعافِيَةٍ

تَتَوَضَّأُ حُبًّا بِماءِ اليَقِينْ.

وَبَعْدُ، أُحِبُّ البِداياتِ مَفْتُوحَةً

بِرِعايَةِ رائِحَةِ الياسَمِينْ.

وَلَسْتُ أُحِبُّ النِّهاياتِ مُقْفَلَةً،

بِرِعايَةِ راعٍ أَمِينْ..

يَخافُ عَلَى مُفْرَداتِ الحَظِيرَةْ،

مِنَ الرِّيحِ آنًا.. وَآوِنَةً

مِنْ سُمُومٍ خَطِيرَةْ.

وَقَبْلَ المُضِيِّ، ٱسْمَحُوا لِي

بِمَلْحُوظَةٍ لا تُضِرُّ، وَلٰكِنْ

تُفِيدُ: أَنا لا أُجِيدُ التَّعازِي،

أُحِبُّ التَّهانِي، وَعِنْدِي حَنِينْ.

سَلامٌ.. سَلامٌ!

أَطَلَّتْ سُمُوُّ الأَمِيرَةْ،

بِوْجْهٍ يَعِيثُ بَهاءً. وَحِينْ

أَدارَتْ إِلَى جِهَةٍ وَجْهَها،

بانَتِ المُسْتَدِيرَةْ.

تَشَتَّتَ ذِهْنِي تَمامًا.

فَسَلَّمْتُ عَقْلِي أَسِيرَا..

لِشُرْطَةِ قَلْبِي، وَأَمْرِي

لِرَبٍّ بِهِ أَسْتَعِينْ.

تَقَدَّمْتُ سَطْرًا قَصِيرًا،

وَسَلَّمْتُ دُونَ مُصافَحَةٍ.

طَمْأَنَتْنِي. سُرِرْتُ كَثِيرَا.

حَكَيْتُ لَها نُكْتَةً تُضْحِكُ المَيِّتِينْ.

تَدانَتْ بِكامِلِ فِتْنَتِها، نَهَرَتْنِي:

“تَأَدَّبْ!”. وَلٰكِنَّها ٱبْتَسَمَتْ

بِحَياءٍ مُبِينْ.

تَدانَيْتُ مُعْتَذِرًا:

حِينَ تَبْتَسِمِينْ،

تَغارُ الزُّهُورُ جَمِيعًا،

يُغادِرُنا الوَرْدُ حالًا،

وَيَنْتَحِرُ الياسَمِينْ.

فَقالَتْ بِلَهْجَةِ ناقِدَةٍ..

مُسْتَنِيرَةْ:

قَدِيمٌ مَجازُكَ يا شاعِرِي!

هاتِ شَيْئًا جَدِيدًا..

يَكُونُ بِما تَصِفُونَ جَدِيرَا!

قَبِلْتُ التَّحَدّي. فَهاوَدْتُها:

حِينَ تَبْتَسِمِينْ،

أَرَى الشَّمْسَ تَلْبَسُ نَظّارَةً

طُلِيَتْ بِسَوادٍ، عَصًا

تَتَوَكَّأُ، تَمْشِي بِبُطْءٍ،

وَتَلْعَبُ دَوْرَ عَجُوزٍ ضَرِيرَةْ..

بِفِلْمٍ يُكَسِّرُ كَوْكَبَنا،

لِيُعَمِّرَهُ مِنْ جَدِيدٍ عَلَى

سُنَّةِ الياسَمِينْ.

فَقالَتْ: هَنِيئًا!،

مَجازُكُ يُوقِظُ المَيِّتِينْ.

شَكَرْتُ ٱبْتِسامَتَها.

ثُمَّ غادَرْتُ قِمَّتَها، لِأَرانِيَ وَحْدِي..

وَراءَ الكَوالِيسِ أَهْذِي،

وَأَكْتُبُ هٰذِي القَصِيدَةَ، سَطْرًا

يَقُدَّمُ سَطْرًا..

وَسَطْرًا يَؤَخَّرُ سَطْرًا،

كَما تَفْعَلُ المُسْتَدِيرَةْ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى