سوالف حريم.. انتحار غير متعمد
حلوة زحايكة| فلسطين – القدس
منذ بدية هذا الصيف سمعنا عن وفاة بضعة أشخاص من الضفة الغربية المحتلة غرقا في بحر يافا، وبحيرة طبريا، ورأينا في وسائل الإعلام مئات بل آلافا من أبناء الضفة الحزينة يرتادون البحر فرحين ومتسابقين إلى الغوص في مياهه، سواء كانوا يجيدون السباحة أم لا، فيغرق من يغرق ويندم من يندم، ويبكي من يبكي، لكن هل هناك من اتّعظ وتعلم؟ فالفطين هو من تعلّم من هفوات غيره، لكن يبدو أنّ الفطنة بعيدة عمّن يتسابقون إلى الموت غرقا. تماما مثلما هو حال العشرات الذين قضوا نحبهم وهم يقودون الدّراجات النارية، فماتوا تباعا دون أن يتعظوا ممّا جرى لسابقيهم، ومثلما لم يتعظ الأهل الذين يشترون الدراجات النارية لأبنائهم المراهقين دون أن يدروا أنّهم يسوقونهم إلى الموت، وعندما تقع الواقعة يلطمون الخدود ويشقون الجيوب.
لكن الأدهى والأمر هو الموت بالرصاص المشبوه الذي يطلق بمناسبة ودون مناسبة، فهل نحن نعشق الموت أم “نعشق الحياة ما استطعنا إليها سبيلا” على رأي درويشنا. وهل نكتفي بالضحايا من أبنائنا الذين يحصد أرواحهم المحتلون، ونجد من يتقبل التهاني بفخر واعتزاز لفقدانهم، وكأنّ الموت المجاني أمنيتنا وقدرنا المحتوم!
31-8-2020