من أضواء الإسراء والمعراج لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم

هلال السيابي| شاعر وسفير عماني سابق

دعاني، أروم الأفقَ غيرَ هيوب
وارتادُ منه متنَ كلٌِ مَهِيب

///

وأسرجُ خيلي غير مثن عنانها
إلى منزل لمٌَا يكُنْ بخَلُوب

///

وأسري وموجُ الليلِ طامٍ عُبابُه
رهيباً، يريني منه كلٌَ رهيب

///

فإن بعيدَ الأمرِ إمٌا خبرتَه
قريبُُ لذي عزمٍ أحدٌَ صليب

///

فَلِمْ لا أرومُ الفرقَدين ولي هوىََ
وإن لم يكن لي غيرَ ظهر نجيب

///

وبين إشارات الخفاء بوارق
تريني جلالَ الأمر جِدٌَ منيب

///

فأحسبُ أبعادَ المدى سوفَ تنطوي
وإن دُروبَ النٌيرات دُروبي

///

وأني بعلياء المجرة نازل
وأنٌي منها لم أكن بغريب!

///

وذلك أمرُُ ينحني السيف دُونَه
لمن لمْ يُعَوٌَد حرٌَ كلٌّ لهيب!

///

فإن بعيد الشٌأوِ من دونهِ المدى
ومن لي به والأمرٌ جدٌ عصيب!

///

و ما كل ما تهوى بدانٍ بعيده
ولا كل داني المجتنى بقريب

///

ورُبٌَةَ من أنكرت حسن بلائه
هداك برأي كالشباة مصيب

///

وقصٌَرَ من قد خلتَه في عزومِه
كذاتِ لظىً من سَوْرةٍ و شُبوب

///

فما ليَ لا أهفو إلى شحذ همتي
لنيل مرامي، أو جلاء كروبي

///

وأنىٌَ ينالٌ النجمَ من لم يكن أخا
عزائم شُمٍ ، أو خليلَ وُثوب

///

وهل سارتِ الأعلامُ فوقَ الذٌرى سوى
بعزمةِ وَثٌاب وجهد لبيب

///

رويداً … فما نال المنى غيرُ ذي هوىً
ولا حمل الراياتِ غيرُ أريب

///

فهل ليَ أن أوفي المعاليَ حقٌَها
بقلب كماضي الشفرتين خشيب

///

وتصميم نفس لا ترى دون همها
مدىً، لو تبدى بين نابِ شَعَوب

///

لتسفرَ لي عن فجرِ يومٍ مُحجٌَلٍ
أغرٌَ كماضي الجانبينِ طروب

///

تضيء بمثل النيٌرينِ نجومُه
وتشرقُ زهواً في ضُحىً وغُروب

///

يكادُ يفوحُ المسكُ من جنباتهِ
ويعبق منه كل نافح طيب!

///

ويبزغُ لي من نحوِ ” أحمدَ ” مُسْفرُُ
مضيىءُُ يريني الفجرَ غيرَ كذوب

///

هنالكَ تبدو النٌيراتُ منازلاً
تذيبُ بنورِ الإصطفاء عيوبي!

///

و تُشرقُ من أركانِ بيتِ محمٌدٍ
بَوارِقُ حبٍ من أجلٌِ حبيب

///

ويَلتذٌُ سمعُ الخافقينِ لمدحةٍ
لها في هوى المختار ألفُ ضروب

///

وأيٌُ مقامٍ بعدَ مدحِ محمٌدٍ
لساعٍ لمجدٍ ، أو لصاحبِ حُوب

///

مقام اذا أعطيتَه كنتَ بالسٌُها
وبدٌِلتَ من خصب الرٌبا بجديب

///

وطُلتَ النٌجومَ الزٌهرَ في ملكوتِها
وأشرقت شَمسَاً دونَ أيٌِ مغيب

///

ومن لي بهذا بعدما لَعِبَ البلى
بجنبي، وجَالتْ بي جيادُ مَشِيبي

///

وبُدٌلت من إشراق وجهي بكالح
من الشيبِ واري الجانبينِ غضوب

///

ومن دونهِ هولُ الطٌَرِيقِ ، وإنٌما
يخوضُ الدٌَياجي كلٌُ أطلسَ ذيب

///

على أنٌَ منْ جد الهوى بفؤاده
سرى بالهوى العذري غير هَيُوب

///

ومن سُقِيَ الصٌِرف السلافَ فما به
إذا ما بدا للنٌَاسِ غيرَ لبيب

///

يمور بجنبيه الجلال، وإنما
يُرى – من هواه – في ضَنَىً وقطوب

///

فحسبي وقد سُقٌِيتُها بابليةً
وأترعتُ من كأس السٌُلافة كُوبي

///

وبِتٌُ بها هيمانَ يُسكِرني الهوى
وأسكِرُ مَنْ حولي بصِرف نسيبي

///

سلاماً إمام المرسلين، ورحمةً
ترفٌُ بمسك من شذاك وطيب!

///

وتَعبقُ بينَ الخافقينَ بعرفها
طيوباً تَوَالى حُفٌَلاً بطيوب!

///

وتَحشِدُ ما اسطاعتْ من الشعر جَهدَها
وان لم يكن – رغم الهوى – بمجيب!

///

وأنىٌ لشعرٍ أن يفيك ولو جرى
شآبيبَ تجري من أغرٌَ سَكوب

///

تنزٌَلتِ الآيات فيك روائعا
بكلٌٍ جليل من عُلاه قشيب

///

وحسب الهوى ما جاء أنك سيدي
من الخلق الأعلى بخير نصيب!

///

وأنك من ربٌِ السٌَماءِ وعرشهِ
بروض من الباري المجيد عشيب

///

فقد كنتَ بالقربِ اللٌَدُنِيٌِ مُعلَماً
وذلك أمر لم يتح لمنيب!

///

ينادى جَميعُ الأنبياءِ بإسمِهم
ولمٌَا يكن ذاك النٌِدا بمُرِيب!

///

ونُودِيتَ من دونِ الجميع “بأيها النبي”
اختصاصاََ دونَ أيٌِ حبيب!

///

سَريتَ منَ البيتِ الحرامِ مُيمٌِماً
إلى المسجدِ الأقصى بخيرِ رَكُوب

///

وصَلٌَيتَ بالرٌُسل الكرامِ بِصَحنهِ
إماماً، وللإملاكِ رَجعُ دَبيب!

///

وجاءكَ من نحوِ السٌَماءِ “براقها “
مُطَهرةََ من عثرة ولُغوب

///

مُكرٌَمةً لم تعرفِ الأينَ مرة

ولا لَمَسَت من أنجُدِ وسُهوب

///

وجبريلُ عَمرَ الله يَستَفتحُ السٌَما
بإسمك، والأملاك زحفُ وُثُوب!

///

ترجٌّعُ بالتٌَرحيبِ حُبٌاً ، وإنٌما
تترجم حبٌَ الله خيرِ وَهوب

///

حبيبُ إلهِ العرشِ في ظلٌِ عرشهِ
وأكرم من أدنِي اليهِ وحُوبي!

///

وقيل: تقدم يا محمد للتي
دُعِيتَ ، وهذا الكأسُ غيرُ مشوب!

///

وسِرتَ إلى أن قيلَ هذا مقامُك الكريمُ

فَسَلْ تحظى بخير نَصِيب

///

وَقَفتَ بها من قابِ قوسينِ دانياً
وقوفَ تَجَلٍ قارئٍ لغيوب

///

ترى الأمرَ لم يُبصِرهُ قبلك مبصِرُُ
ولم يُتَخَيٌَلْ في نهىً وقلوب

///

وتَشْهَدُ ما لم يَشهَدِ الكونُ مثلَه
وما خُطٌَ من سِلْم بهِ وحروب

///

وللملإ الأعلى انتظار وهيبة
وموقف عزٍ مؤذنِِ بمهيب!

///

تكادُ ترى في صَمتِها وذُهولِها
تَبلٌُجٌ تاريخٍ بكل عجيب!

///

و تقرأ في عِرنِينِها سر أهلها
وما بهمُ من لهفةٍ وَوَجِيب!

///

وللروح، روح القدس، هزة وامق
تبشٌِرُ عن فتحٍ أغرٌ قَشِيب

///

وللشهب بالسبع الطباق ترقٌُبُُ
لَركبكِ ، والرٌَحمنُ خيرُ رقيب

///

إلى أنْ بلغتَ المنتهى و قرأتَ ما
بأسْطارِه من مُثْبَتٍ وسليب

///

فعُدٌت إلينا غيرَ ما كنتَ قبلَه
وقد جئتَ من أنوارها بضروب

///

فإن تنضبِ الدٌُنيا بكلٌ نهورِها
فنهرُكَ لا يعروه أيٌُ نضوب

///

سيبقى على مَرٌِ العصورِ مُقَدٌَساََ
بريءَ المرائي من أسىً و شُحوب

///

ويملأ شرقَ الإرضِ نوراََ وغَربَها
كمثلِ الضٌُحى في مطلعٍ وغُروب

///

ويَمسَحُ جدبَ الإرضِ منه بكوثرٍ
فما من مكانٍ بعدَه بِجَدِيب!

///

ظهرت إمامَ المرسلينَ منوراً
ظهور الضحى من فوق كل كثيب

///

وأشرقتِ الدٌُنيا بنورِكَ ، وانثنَتْ
تضيء النٌَواحي دون أي مغيب

///

ومن كانَ من عرشِ الإلهِ بذلكَ المقامِ

تَجلٌَى فوقَ كلٌِ مَهِيب

///

ودانتْ له الدنيا، وذلٌَتْ لَهَديهِ
أسودُ الشرى من جامحٍ وَوَثَوب

///

فلا بِدعَ إن دوٌَت بإسمكَ سيٌِدِي
شعوبُُ تلاقت في الهوى بشعوب

///

فإنٌَكَ جئتَ العالمينَ بنيٌِرِ
ثريٌَ المعاني كالنٌُهورِ خَصِيب

///

تكادُ قلوبُ الخَلقِ تَشربُ ماءَه
وما كلٌُ سَلسالِ السٌما بِشَروب

///

كأنَ اصطخابَ الآيِ في ذبذباته
تواقيعُ أنغامٍ بكلٌِ غَريب

///

كأنٌ تقاسِيمَ السٌَماع بآيهِ
عزيفُ نَسِيميْ شمألٍ وجَنوب

///

كأنٌَ جَمالَ الآيِ في لَمَحاتِه
ملامحُ شُهبٍ من خلالِ ثُقُوب

///

كأنٌَ سنا الآياتِ في قَسَماتِه
إشاراتُ هادٍ للعلى ومُهِيب

///

وأنٌَ شفاءَ النٌاسِ لمٌَا يكنْ سِوَى
بهِ، فهوُ للأسقامِ خيرُ طَبِيب

///

شَفيتَ بهِ الأيامَ من غلوائِها
وداويتَها من أبؤسٍ وخطوب!

///

مُحَمٌَدُ يا خَيرَ النبيٌٌين هَذهِ
ديارُك من أعدائِها بِلَهيب

///

تَداعَتْ علَيها كلٌُ رقطاءَ حَيٌةٍ
و كلٌ ابنِ آوى للعداةِ وذيب

///

وأضحتْ رسولَ الله من كَيدِهِمْ بها
على أظفرٍ منهم و شرٌّ نُيوب

///

ومن أهلِها باتتْ تَنَزٌَى مروعةً
بدمعِ دمٍ ، واري الزٌنادِ صَبيب

///

تراقب “أقصاها “فيشتدٌُ ما بها
من الكَربِ، والأيامُ ذات كُروب

///

يجوسُ خلالَ الدٌَارِ مَنْ غصَبَ الحمى
وعاثَ بهِ في جيئةٍ وذُهوب

///

ونُحْنُ نفدٌِيهم ضُيوفاً أعزةً
علينا ، وإن كانوا أسنٌَةَ نِيب!

///

وإن سَرَقوا منا الدٌيار ، وقتٌلوا
بَنَينا ، وشَنٌوها سعيرَ حُروب

///

فمن لديارِ العزٌّ والدٌّينِ والهُدى
ومن للمعالي، وهيُ ذاتُ قُطوب

///

فَيالبِني قومي وأقطابِ نِحْلَتي
وأهلِ الوغى من ذي قناً وقضيب

///

و يالبني الإسلامِ في كلٌِ مَوطنٍ
وكلٌّ بلادٍ – لو نأتْ – وشُعُوب

///

أما آنَ أنْ تَحمِي العرينَ أسودُه
وتَنقَضٌَ شُهباً فوقَ كلٌِ حَرِيب

///

ألم تشهدوا “الأقصى” وقد بات أسره
طويلا ، أليس الأمر جد معيب!

///

ألَمْ يُشجِكُم ما طاحَ بالقدسِ من اسىٌ
وقد زلزلَ الدٌُنيا بكلٌِ نَحِيب

///

وباتَ يُرينا كلٌَ دهياءَ كالدٌُجى
وكلٌَ عقورٍ كالسٌِباع مُريب

///

وبتنا من الخطب الملمٌِ بمحنة
كؤود، وحال كالظلام كئيب

///

مَعاذَك خيرَ الخلقِ.. هذي شكاتُنا
وهذي رزيانا بكل ندوب!

///

فما لبني الإسلام غيرك فاستجب
فأنتَ رسولَ الله خيرُ مُجيب!

٢٧ رجب ١٤٤٣
28 فبراير 2022
مسقط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى