رسائلي إليك
منى عواد رفيع | واشنطن العاصمة
لم يكن وجودك قرارا مني، ولا منك، هو مس من قبس يعرف وطنه، هو جمال الحياة وجنونها في آن واحد.
هكذا قال صوتك باستمرار…
كيف بالله عليك ترقرق النبض في حنايا الصدر وقامت الروح لتشهد إشراقها؟ وتشهد يقين الوجود الذي يحمل الكثير من المفردات المشتركة بيني وبينك؟ كيف أصبح الذي بيننا نبض وصلة ونداء يعلو في صمت المسافات؟ كيف كنت ألقاك في الصباح الباكر على مرمى البصر وآتي إليك في مهابة الملكات؟ كيف كنت تنتظر خيوط الشمس ليصحو النغم الأهم على شفة الوتر ؟ لاعود بك لرياض الحلم؟ فيوجدك صوتي وصمتي؟
كل صباح كنت أعود إليك لأسمع صوت القرب في قلبك. كم هو قوي! وكم أكره البعد والصمت… وكم أحببت القرب الذي يفرش لي بساطا من نور يشبه ما بداخلي وما بداخلك.. فضاء نقي ممتد إليك من خلاله تدرك أنني نديمة الروح …معك كم كان يحلو الوقت.. لله ذرك كيف نلقي سلاح الغيب و نتمسك بالحاضر لنحتمي به ونضم بعضنا البعض؟
قلنا بالأمس ليس بعد الحضن من دفء… ومع كل هذا أقول اليوم: اعذرني إن لم أجد لك وطنا على مقاس حلمك .. اعذرني إن لم تأتيك رسائلي بعد اليوم …
تذكر كلما هم بك الحنين إنني العابرة … إنني لازلت أجلس بالكرسي الأزرق بغرفتي الصغيرة تارة وتارة اخرى بالحديقة الخلفية … أعلم أنني دخلت في محراب حكيت لك عنه يوما. ربما سأجد لك بداخله وطنا على مقاس الحلم … ربما ….
محراب للتعبد بعيدا عن الضوضاء والصخب …وكلما مر طيفك أمامي سأتذكر ذلك المجنون الذي خرج منك وما عاد يستقر فيك.. كلما مر طيفك أمامي سأتذكر أنك أصبحت درويشا هام في ملكوته ولا ينوي العودة إليك…
إن لم أكتب إليك، اعلم أنني في محرابي أصلي لك ولي … وعندما يحل الليل والناس نيام سأجمع النجوم التي تضيء الكون حيث يكبر الشغف، فتكون الساعات من صلب الحب، تبتسم من القلب حتى إذا استيقظت صباحا لن ترى إلا النور الذي بداخلي…