حراس التاريخ.. رصد مقابلة فيما بين جيلين

منال رضوان | أديبة وكاتبة إعلامية – مصر

أثناء حوار بين الأستاذ نجيب محفوظ والصحفي الشاب – آنذاك – ماهر عبد المنعم حسن، طلب الأستاذ إلى حسن إجراء أحد اللقاءات الصغيرة على هامش ذلك الحوار وكان الطرف الآخر أحد الأطفال وقد أرستله مدرسته لمحاورة أديب نوبل، بحسه الصحفي التقط حسن ذلك السبق وأعلن ترحابه لسببين.. ظني أن أولهما حبه الشديد للأطفال أما الثاني هو الشغف الشديد بالبحث عن الجديد.. ليقدم سبقا صحفيا جديدا عبر مهنة يعشقها كثيرا.. تكلم الطفل واستمع الأستاذ ورصدت عين حسن ذلك اللقاء الماتع وبالفعل قام بنشر الحوار الذي اكتمل بين مسافتين كان هو نقطة الالتقاء بينهما، حدثت تلك الواقعة قبل أعوام كثيرة وقد رواها لي الصحفي الكبير والمؤرخ والشاعر ماهر حسن وكان لي الحظ أن أطلع على ذلك الحوار الذي أفرد له حسن مساحة كبيرة أنذاك كما ذكر الواقعة في حواديت المصري اليوم وقام بنشر صورة التلميذ الصغير.
وكأن الأيام تعيد أحداثها فمنذ أيام كان اللقاء الثاني فيما بين جيلين يحمل كلاهما التاريخ بصدره الصحفي والمؤرخ الكبير واليافع الصغير أحمد عبد المنعم .. وعن وصف اللقاء يقول حسن أن الفتى اقترب إليه طالبا إتاحة فرصة للنشر في الجريدة، وأخبره عن كتابته لمقالات في التاريخ، وعندما سأله عن سر اختياره للكتابة في ذلك اللون ازدادت دهشته حين أدرك ان الطفل يجتهد في البحث عن التاريخ الصحيح والحقيقي ويتساءل هل ما يتم تدريسه من أحداث ومجريات هي الوقائع الحقيقية أم سواها وهل يجب علينا دراسة التاريخ بشكل سليم عبر إتاحة وسائل ماتعة في عرضه وإنه يحرص على متابعة الأفلام والبرامج الوثائقية ليتمكن من معرفة التاريخ بشكل علمي لا يخضع إلى أهواء أو تزييف.. انتهى اللقاء على وعد بنشر مقالات المؤرخ الصغير وبالفعل قام حسن بتسجيل تلك الواقعة وأفرد مساحة في مقاله لمقدمة كتبها أحمد عبد المنعم الطالب بالصف الثالث الإعدادي.


وكم جعلتني تلك الواقعة أطمئن على مستقبل ذلك الوطن بل وأمتنا العربية ككل، فبينما يتم تزييف التاريخ وسرقته وتنفق في سبيل ذلك المليارات وتؤسس المعاهد والأكاديميات ويتم تمويلها وإعداد المخططات من قبل أعتى الأنظمة وتوجيه الأيدولوجيات نحو الهدم والتفكيك.. نجد ذلك الغرس الصالح ومثله الكثير من أبناء البلد الطيب أهله ينتفضون ليعلمونا نحن الكبار أن للحفاظ على الحضارة وحفظ الجغرافيا باب وحيد وهو التاريخ.
فتحية تقدير للصحفي والمؤرخ الكبير أستاذ ماهر حسن على ذلك الانفراد الذي ليس بالغريب عليه، وتحية إلى ذلك اليافع النابغة أحمد عبد المنعم على هذه الجرعة من التفاؤل.. فالقادم خير والمستقبل أروع إشراقا بإذن الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى