يوم جديد ( قصة قصيرة )

أسماء إلياس | القدس – فلسطين

رفعت نظري نحو السماء، هناك سرب من الطيور المهاجرة، السماء صافية، الشمس مشرقة. الدفء بدأ يتسرب داخل الروح، يجعلك تشعر بالراحة. رغم وجود نسمة باردة، لكن هذا الطقس يجعلني سعيدة، متفائلة مرحة.

عدت لكتاب طالعته قبل عدة أيام.. قصة تحكي عن شاب فقد قدرته على السير بسبب حادث طرق، قبل الإعاقة عمل محاضرا جمعيا في موضوع هندسة الجسور والطرقات.

  تساءل عصام: لماذا حصل لي هذا؟ رغم حرصي وانتباهي على الطرقات، يأتي شخص بحالة من السكر الشديد ويصطدم بي؟ صحيح أنني خرجت من هذا الحادث وأنا على قيد الحياة.. لكن أي حياة وقد فقدت القدرة على السير.

 رغم إعاقته المؤقتة استمر بالتفاؤل، ولم يفقد الأمل.

 عندما  أفاق عصام من غيبوبته التي استمرت شهرا،  نظر حوله، تمعن بكل شيء، أسلاك تتدلى من يديه، جهاز تنفس اصطناعي، غرفة لم يألفها من قبل، أطباء يرتدون مراييل بيضاء، أصوات تنادي باسم طبيب يذهب إلى غرفة العمليات، غرفة مليئة بالأسرّة، هذا الشيء جعله يشعر بدوار، أغمض عينيه.. أراد النوم، الهروب، لكن إلى أين؟ حاول أن يحرك رجليه.. لكنهما لم تستجيبا. صرخ بصوت لم يتعود عليه، أريد الطبيب. جاء الطبيب على عجل، حاول تهدئته.. لكنه بقي يصرخ ويبكي.. أشياء كثير اختلطت عليه.. لم يعد يعلم هل هو في حلم أو بعلم.

 سأله الطبيب:

هل يؤلمك شيء؟

 رجلاي يا دكتور لا تتحركان، لا أشعر بهما. هل يوجد بهما خطب ما؟ لماذا لا أستطيع الهبوط من السرير. أريد أريد السير والذهاب للمرحاض، ماذا أصابني؟ لماذا لا أستطيع السير؟

سأله الطبيب: ألا تتذكر شيئا؟ لقد أصبت بحادث طرق، وفقدت القدرة على السير.. لأن الاصابة جاءت في العمود الفقري.

– هل يوجد علاج؟

–        بعد أن تخرج من المشفى سوف تمر بفترة نقاهة وتدريب، حتى نعلم مدى الإصابة وتأثيرها على الجهاز العصبي.

–        هل يوجد أمل؟

–        يجب أن لا تفقد الأمل. 

–        هل تعطيني أملا كاذبا  أو أنك تحاول تهدئتي يا دكتور؟

–        بصراحة إلى اليوم لا نعلم مدى تأثير الحادث على الجهاز العصبي.

–        خرج عصام من المشفى.. وبعد أربعة أشهر من التمارين عاد إلى البيت على كرسي متحرك.. زاره طبيب نفسي ساعده على التأقلم على وضعه الجديد.

عاد لجامعته.. لذلك المكان الذي اشتاق إليه. عاد يدرس طلابه، لكنه لم يفقد الأمل.

 وهذا ما حصل عندما زار الجامعة بروفيسور ..  اخترع جهازا يستطيع من خلاله فاقد القدرة عن السير.. أن يساعده على الوقوف والتحرك.  ناهد أوّل من جرب هذا الجهاز، بعد مضي ثلاث سنوات على إعاقته عاد يمشي على قدميه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى