د. نائل حنون يحتفي مع المجمع العلمي العراقي بتكريم عالم الآثار طه باقر

د. نائل حنون 

يعد كتاب الأستاذ طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، أيقونة الكتب التي تناولت حضارة وادي الرافدين القديمة بأي لغة كانت. وفي هذا الكتاب، الذي صدر عام 1973م، سبق طه باقر العلماء الغربيين في طروحاته عن تلك الحضارة، ومنها ما يخص دحض فكرة ظهور سمات فيزيائية سومرية على تماثيل معينة من الحضارة القديمة وإرجاعها إلى المدارس الفنية السائدة في عصور محددة من تاريخ الحضارة القديمة. وقد توصل العلماء البريطانيون إلى هذه الفكرة نفسها في العام 2000م في كتاب صدر عن المتحف البريطاني دون الإشارة إلى طه باقر. وفيما يخص “ملحمة جلجامش” فقد وضح المحاضر أن ترجمة طه باقر لها جاءت نقلاً عن الترجمات الإنجليزية والألمانية باستثناء اللوح الحادي عشر الذي ترجمه عن النص المسماري الأكدي. والسبب وراء هذا عدم توافر النصوص المسمارية في حينه، والتي اقتضى جمعها من قبل المحاضر ثلاث سنوات مما مكنه من ترجمة الملحمة كلها من أصولها. 

   وكانت النشأة الأولى للدكتور طه باقر في مدينة الحلة حيث ولد وعاش في بيت علم وأدب. وهذا ما مكنه من التبحر في اللغة العربية مما طبع كتاباته فيما بعد بطابع ميزها من حيث جزالة الأسلوب وجودة البناء اللغوي. ولما كان التخصص الأساسي لطه باقر العلوم الصرفة، وكان ذهابه إلى الولايات المتحدة في ثلاثينيات القرن العشرين لدراسة الطب قبل أن يتحول للتخصص في علم الآثار، فقد برع في التعامل مع النصوص الرياضية المسمارية ونشر عدداً من النصوص المهمة في هذا المجال.

لمشاهدة المحاضرة يُرجى دخول هذا الرابط https://fccdl.in/O6jj3tNXcw

جاء ذلك في محاضرة علمية أقامها المجمع العلمي العراقي في يوم الثلاثاء، الأول من مارس 2022م، ندوة لتكريم ذكرى عالم الآثار الراحل طه باقر الذي كان نائباً لرئيس المجمع العلمي العراقي حتى وفاته في العام 1983م. وكانت الندوة تحت عنوان “طه باقر… قارئ الطين والحضارة”. وقد وجهت الدعوة للأستاذ الدكتور نائل حنون لإلقاء محاضرة عن موضوع الندوة التي أدارتها الأستاذة الدكتورة إنعام مهدي السلمان، وبلغ عدد المشاركين فيها ثلاثمائة وأربعين من أساتذة الجامعات والمختصين والأدباء وجمهور المهتمين بآثار حضارة وادي الرافدين وسيرة الأستاذ طه باقر، واستهلت الندوة بتقديم من مديرتها عرفت فيها بجهود المجمع العلمي العراقي في تكريم ذكرى أعضائه الراحلين، وتطرقت إلى دور الاستاذ طه باقر في إدارة شؤون الآثار في العراق وعضويته في المجمع العلمي، وكذلك قدمت المحاضر وعرفت بسيرته الوظيفية والعلمية ومجمل بحوثه وكتبه المنشورة. ومن المعروف أن المحاضر هو تلميذ لطه باقر الذي أشرف على دراسته في الماجستير في جامعة بغداد في مطلع سبعينيات القرن العشرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى