التعليم: أهمية القيادة والإدارة التعليمية (5)

د. فيصل رضوان | أستاذ التكنولوجيا الحيوية بالولايات المتحدة الأمريكية

تشمل الإدارة التعليمية والتربوية وظائف عدة داخل النظام التعليمى مثل التخطيط planning والتنظيم organizing والتمويل financing والتوجيه directing والإشراف supervising والتفتيش inspecting والتقييم evaluating. كما أنها تهتم بعناصر مثل وضع أهداف التعليم goals والمراجعة review ورصد المردود feedback،  وتعزيز الابتكار innovation داخل النظام.

المفهوم العام والعالمى لإدارة التعليم يرتبط بمبادئ فرعية داخل النظام ذاته، ولكنها مهمة وذات صلة تشمل الأخلاق ethics والثقافة  culture والتنوع diversity داخل الأنظمة التعليمية المختلفة.  والغرض العام من الإدارة التعليمية الجيدة هو إنشاء وصيانة بيئات مناسبة داخل المؤسسات التعليمية، تعزز وتدعم وتحافظ على التدريس والتعلُم الفعال. ولكن كيفية تحديد الأهداف الرئيسية من التعليم، والوسائل، والمحصلات التى تتحقق،  ربما تختلف اختلافًا كبيرًا، نظرًا للنظام المتبع،  والمستوى التعليمي المستهدف، والثقافات التعليمية بوجه عام. 

في السعي لتحقيق هذه الأهداف المرجوة، يقوم مديرو التعليم ، من خلال التطبيق العملي المدروس لمبادئ الإدارة ، بتجنيد وتنظيم الموارد المتاحة لتحقيق الأهداف التعليمية، التي وضعتها القيادة السياسية داخل المجتمع المحلى أو على مستوى الدولة.  وهذه الأهداف التعليمية المختلفة التي حددتها السياسات قابلة للتغيير استجابة للظروف الاجتماعية والاقتصادية المتغيرة، والناتجة عن التغيرات السريعة في كل من التركيبة الاجتماعية والثقافية، وكذلك التطور في التقنيات ومصادر المعلومات.  هذا هو المكان الحاسم الذي تظهر فيه براعة عناصر القيادة التربوية ( تبدأ بالوزير المسؤول الى المعلم فى فصله الدراسى) فى توجيه التعليم إلى طريقه الصحيح، حيث تتحقق الى الغايات وتجمع الثمار. 

أهمية القيادة والإدارة في نظام التعليم

 توفر القيادة والإدارة الجيدة أساسيات لبناء التعليم والمشاركة فيه.  قد يكون من المفيد جدًا اتباع نهج أكثر مرونة لخلق بيئات مناسبة وتطوير مهارات المعلمين القيادية بشكل دائم لتولي أدوار الإدارة التعليمية.  سواء تولى المعلم منصبًا قياديًا رسميًا أم لا ، فإن اكتساب هذه المهارات وفهم فن الإدارة بجانب العلم، قد يعمل على تحسين الأداء في الفصل الدراسي.  أظهرت الأبحاث أن تصرفات المعلمين في فصولهم الدراسية لها تأثير على تحصيل الطلاب وهو جزء أصيل وأساسي من سياسة المدرسة وإدارة منظومة التعليم بوجه عام. الأمر بديهي- فلا يمكن للطلاب التعلم في فصل دراسي يسوده الفوضى وسوء الإدارة.

لماذا الحاجة إلى الإدارة التربوية الجيدة؟

 لا يوجد خلاف على أن التعليم هو الاساس فى تزويد المجتمع بالموارد البشرية والمعرفة المتخصصة بجانب أخلاقيات العمل ، وهو ينبوع القيم الاجتماعية الأخلاقية والسياسية ، ومصدر الخبرة والمهارات.

 وتعد معرفة نظريات الإدارة والمبادئ والمفاهيم والتقنيات والمهارات والاستراتيجيات ذات الصلة وتطبيقها على  النظم التعليمية ضرورة لخلق بيئة ملائمة على المستوى المؤسسي – لتحقيق أهداف وغايات النظام التعليمي ومخرجاته الفعالة محليًا وملائمة خطة الدولة بشكل عام.  إدارة التعليم تجعل من نظام التعليم أكثر استباقية بدلاً من رد الفعل.

 ما هى أنواع الإدارات التعليمية المعروفة؟

 الإدارة الأوتوقراطية والمركزية

 في الإدارة الأوتوقراطية فإن الحقوق مطلقة وسيادية حيث تكون الإدارة التربوية فى حالة احتكار كامل، ويتم بذلك التحكم في كل جانب من جوانب التعليم.  وتهيمن هذه الإدارة البيروقراطية على مسار العملية التعليمية  التي تدار من خلال مجموعة من القوانين والقواعد واللوائح وتوزيع صلاحيات إدارية محدوده تشمل عملية الرقابة والإشراف.فى الإدارة المركزية للتعليم، تُناط جميع أنواع السلطات والمسؤوليات المتعلقة بالإدارة التعليمية بيد واحدة.

الإدارة الديموقراطية واللامركزية

في هذه الإدارة يحصل المعلمون على القدر المناسب للمشاركة فى التخطيط والإدارة والتنظيم والتوجيه والتنسيق والإشراف والرقابة، والتقييم المستمر للمهام الموكلة إليهم.  وتقوم هذه الإدارة على مبادئ هامه منها تقاسم المسؤولية، والمساواة والحرية والتعاون.  فالكل يشارك في العملية، والكل يتحمل مسؤولية النتائج. ويحصل جميع الأفراد الذين يشاركون في العملية على تسهيلات وحقوق وفرص متساوية لأداء واجباتهم، كلُ في نطاق سلطته.  الإدارة التعليمية اللامركزية هي النوع المقبول للإدارة التعليمية الديموقراطية في النظام التعليمي الحديث.  والسبب هو أن تقسيم وتوزيع السلطات والمسؤوليات والواجبات يمكن أن يحقق طفرة كبيرة ونجاح للبرامج الدراسية بالمؤسسة.

كلمة أخيرة…

لعل التطور التكنولوجي الحالى إذا تم أستخدامه بشكل جيد، فإنه يعزز من نواتج التدريس والتعلم،  ليس فى تنوع المناهج الدراسية فحسب، بل وفى مواكبة الممارسات التربوية والتقويمية، لما هو موجود بالعالم المتقدم.  لذلك فإن تطور الإدارة التعليمية اصبح أساسيًا لفهم وتلبية تحديات العصر، حيث تقاس فعالية الإدارة عمومًا بمواكبتها لاحتياجات المستقبل.  لذا،  فإن كيفية إدارة التطوير بشكل فعال ومبتكر هو التحدي الأساسي الذي يواجه إدارة التعليم محليًا وإقليميًا وعالميًا في العقود المقبلة.

^^^^^^^^

ارجو الاطلاع على المقالات السابقة عن التعليم فى الروابط التالية:

التعليم:  المدرسة وصناعة المواطن (1)

د. فيصل رضوان | الولايات المتحدة الأمريكية

‏http://79j.713.mywebsitetransfer.com/?p=71215

/////

التعليم: الأعراف والقيم الثقافية (2)

د. فيصل رضوان | الولايات المتحدة الأمريكية

‏http://79j.713.mywebsitetransfer.com/?p=71120

////

التعليم: المعلم هو الأكثر أهمية في العالم (3)

د. فيصل رضوان | أستاذ التكنولوجيا الحيوية بالولايات المتحدة الأمريكية

‏http://79j.713.mywebsitetransfer.com/?p=71331

////

التعليم: ملائمة النهج والمناهج فى الدول النامية (4)

د. فيصل رضوان | أستاذ التكنولوجيا الحيوية بالولايات المتحدة الأمريكية

http://79j.713.mywebsitetransfer.com/?p=71732

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى