يوميات حرب تهلل للموت كفضيلة

مها دعاس | شاعرة وكاتبة سورية تقيم في ألمانيا

في قلبي نافذة مفتوحة على الصحراء

تنثر بذور الحنطة كعادة يومية

تيمنا بلون عشتار

 

 ثلاثة أيدي

أحتفظ باثنتين وأمد واحدة للضوء

الذي يرقص على صوت السنابل

 

ثلاثة عيون

عينان في وجهي تبدوان عاديتين

وعين في قلبي أهتدي بها عتمة الوجود

تحتفي بكل التفاصيل والمنمنمات الصغيرة

 

تخبرني أن كل شيء كما هو

أني عصية على التغيير

 

و ترتق لحظات البكاء في مناديلي

التي تتكىء على رائحة اللافندر

 

تجيد الإنصات لصوت الإله

لإستغاثة شقائق النعمان الذي

 نبت بين قبور إخوتي

 

لأقدام الراحلين الذين كان يعبرون على أجسادهم

يبعثرون التراب

المتكور على جثتي

تختبىء خلفه مدينة مهجورة

 

المسافة بين تاريخ العشب وصوت المدينة

هي ذلك التاريخ الذي يتألق في بداية صباح

ملقي على التلال ينثر الدفء على أجنحة اليمام

كأول الحياة وآخر الحياة

 

كيف أنجو

من سؤال يكرر تشكيل نفسه كل يوم

عن العلاقة بين شهقة الروح

ولغز التكوين في يوميات حرب

تهلل للموت كفضيلة …..؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى