حكم علينا الهوى.. عبقرية النهايات

د. خضر محجز | فلسطين

 “حكم علينا الهوى” أغنية أم كلثوم الأخيرة.

في سنة 1973، على غير عادة كوكب الشرق، غنت أغنيتها الأخيرة في استوديو الإذاعة، لا في حفلة جماهيرية، كما عودت عشاق الطرب الأصيل..

لحنها ساحر الموسيقى “بليغ حمدي”، الذى أودع في كلمات “عبد الوهاب محمد” الرقيق ِحزنَ الدهرِ وترنيمةَ قدرٍ على الجبين مكتوب.

ثم تُوُفِّيت بعدها بعامين.

عندما غنت السِّت هذه الأغنية، لم تكن ـ بالطبع ـ تعلم أنها الأخيرة..

بعد أنين طويل تشترك فيه العديد من الآلات المنفردة ـ كل على حدة وأحيانا مجتمعة ـ تبدأ الأغنية بالمقطع التالي:

حكم علينا الهوى الهوى

نعشق سوا

يا عين…

واحنا اللي قبل الهوى.. الهوى

شوف.. شوف

كنت فين.. وانا فين

وآه يا ليلي آه ع الوعد والمقسوم

يا ليل يا عيني آه ع الوعد والمقسوم

لا تحوشه لأ..

لأ ولا آه..

ما بين عيون..

عيون وقلوب

حكم علينا الهوى

حكم علينا علينا الهوى

نعشق سوا.. وندوب

نعشق سوا..

وندوب سوا..

صدق اللّي قال.. اللي قال: الهوى.. فوق الجبين مكتوب

 ليس في الكلمات فقط يتضح الوداع، والرضا بالمكتوب في لوح القدر..

بل في اللحن كذلك..

اللحن الذي جاء سماويا، يشبه هزيج ملائكة يشيعون أحد القديسين..

على طول الأغنية، يظهر اللحن السماوي:

راقصا نعم

عذبا نعم

لكنه مثل رقصِ طيرٍ يرتعش ارتعاشاته الأخيرة، وقد استراح من ألم معالجة الروح، قبل أن يستلقي على جانبه، هامدا، مستريحا!..

فهل كانت أم كلثوم تشعر بأن هذه هي أغنيتها الأخيرة، فعبرت عما يقال إنه حاسة سادسة، تستشعر ما هو آت؟

من يعلم

ولكنني أشعر أن بليغ كان يشعر بأنه يعلم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى