مُعَلَّقَةُ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانْ
أ.د. محسن عبد المعطي محمد | شاعر وروائي مصري
بِمِيلَادِكِ الْعَذْبِ قَلْبِي انْتَبَهْ وَنَبَّهَ حِسِّي لِكَيْ يَكْتُبَهْ
وَعِطْرُ الْوُرُودِ أَهَلَّ عَلَيْهِ أَهَلَّتْ تُهَنِّئُهُ كَوْكَبَهْ
فَفِي نِصْفِ شَعْبَانَ كَانَ دُعَائِي لِذِي الْمَنِّ قَلْبِي يَرُومُ الْهِبَةْ
وَوَجَّهْتُ وَجْهِي تُجَاهَكَ رَبِّي وَسَالَتْ دُمُوعُ الْمُنَا مُلْهِبَةْ
فَمَنْ لِي بِدُنْيَا تَذُوبُ اشْتِيَاقاً لِلُقْيَاكَ رَبِّي فَمَا أَعْجَبَهْ !!!
وَلَنْ يَحْجُبَ الصَّبَّ دُنْيَا مَتَاعٍ يَصُولُ الْغَرُورُ بِهَا مُجْدِبَةْ
تَدَارَكْتُ نَفْسِي وَأَدْرَكْتُ غَيِّي بَكَيْتُ وَلَنْ تَنْفَعَ الْمَنْدَبَة
أَيَا ذَا الْجَلَالِ قَصَدْتُ الْجَلَالَ فَهَلْ يَعْجَزُ الْقَلْبُ أَنْ يَطْلُبَهْ؟!
.. إِلَهِي وَأَنْتَ الْعَفُوُّ الْغَفُورُ وَذَنْبِي عَظِيمٌ أَلَنْ تَسْحَبَهْ؟!
تَبَارَكْتَ رَبِّي وَكِيلِي وَحَسْبِي إِذَا شَافَ حَالِي فَلَنْ يُعْجِبَهْ
تُزِيلُ الْوَبَاء وَتُسْجِي الْأَمَانَ وَتَمْحُو الظَّلَامَ وَمَنْ هَبَّبَهْ
فَمَنْ يَشْرَبُ الدَّمْعَ فَاضَ بُحُوراً؟! وَمَنْ فِي الْخَلَائِقِ قَدْ وَجَّبَهْ؟!
وَمَنْ يُنْزِلُ الْغَيْثَ غَيْرُكَ رَبِّييَضُمُّ الْخَلَائِقَ فِي مَتْوَبَةْ؟!
قَصَدْتُ السَّمِيعَ أَرَدْتُ الْبَصِيرَ وَرُمْتُ الْإِلَهَ أَلَنْ أَكْسِبَهْ؟!
وَلُذْتُ أَخِيراً بِرَبِّ الْأَنَامِ وَشَعْبَانُ يَشْرَحُ مَا أَتْعَبَهْ
بِشَعْبَانَ يَا رَبَّنَا فَامْحُونْ ذُنُوبَ عِبَادِكَ فِي مَقْلَبَةْ
وَفَرِّجْ هُمُومَ عِبَادِكْ وَارْحَمْ تَوَجُّعَهُمْ فِي دُجَى الْمَعْصَبَةْ
وَأَكْرِمْهُمُ بِالثَّوَابِ الْعَظِيمِ كَمِثْلِ يَتِيمٍ وَذِي مَقْرَبَةْ
فَرُحْمَاكَ رَبَّ الْعَطَاءِ الْكَبِيرِ أَنِلْنَا الْجَزِيلَ فَلَنْ نَحْجُبَهْ
سَنُعْطِي الْفَقِيرَ وَنُهْدِي الْأَمِيرَ وَنَشْكُرُ إِهْدَاءَكَ الْمَرْتَبَةْ
فَأَنْتَ الْقَدِيرُ مَنَنْتَ عَلَيْنَا وَأَعْطَيْتَ أَلْبَابَنَا الْمَوْهِبَةْ
إِلَهِي فَجُدْ لِي وَهَبْ لِي عَطَاءً يَبُزُّ الْكَثِيرِينَ فِي التَّجْرِبَةْ
وَوَفِّقْنِيَ اللهُ أَيْضا صِحَابِي وأَهْلِي وَمِسْكِينَ ذَا مَتْرَبَةْ
صَبَاحٌ يَهِلُّ وَوَرْدٌ يُطِلُّ بِأَحْلَى صَبَاحٍ وَمَا أَحْبَبَهْ!
وَغَالِيَةَ الْحُبِّ فَامْنُنُ عَلَيْهَا بِفَضْلِكَ رَبِّي وَمَا أَقْرَبَهْ!
وَأَبْقِ اللَّبِيبَةَ تُثْرِي خَيَالِي بِفَضْلِ رِضَاكَ وَمَا أَثْوَبَهْ!
وَأَحْيِ خَيَالِي تَعِيشُ بِبَالِي وَقَلْبِي وَصُولٌ وَلَنْ تَحْجُبَهْ
إِلَهِي حَبِيبِي إِلَهِي طَبِيبِي وَعِزِّي الْجَمِيلَ فَمَا أَطْيَبَهْ!
أُحِبُّ لِقَاكَ وَأَهْوَى هَوَاكَ وَأَسْبَحُ فِي الْحُبِّ مَا أَطْرَبَهْ!
أُهَنِّئُهَا تَسْتَحِقُّ كَثِيراً سَمَا وَرْدَةِ الشَّامِ مَا أَنْجَبَهَ!
أَزُفُّ التَّهَانِي وَأَحْلَى الْأَغَانِي وَأَذْكُرُ شَامَاتِهَا الْمُعْجِبَةْ
وَأُهْدِي الْوُرُدَ أُزَكِّي الْعَمُودَ وَفَخْرٌ لِقَوْمِيَ أَنْ تُخْصِبَهْ
إِلَهِي أَنَبْتُ إِلَيْكَ رَجَعْتُ رُجُوعِي حَمِيدٌ فَلَنْ أَعْتِبَهْ
إِلَهِي اسْتَجَبْتَ دُعَاءَ الْعِبَادِ فَهَلْ لِدُعَانَا النَّدِي أَجْوِبَةْ؟!
دُعَانَا وَإِيَّاهُمُ يَتَهَادَى إِلَيْكَ وَهَلْ ذَا الدُّعَاءُ اشْتَبَهْ؟!
دَعَوْتُكَ يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ وَلَمَّا رَجَوْتُكَ قَلْبِي انْتَبَهْ
وَقَالَ : ” إِلَهِي وَعِزِّي وَجَاهِي رَسَوْتُ عَلَى تِلْكُمُ الْمَرْكِبَةْ
عُيُونِي تُطِلُّ وَرُوحِي تُجِلُّ وَأَعْيُنُ خَلْقِكَ مُسْتَغْرِبَةْ
وَبَاءُ الْكُرُونَا وَبَاءٌ كَئِيبٌ بِفَضْلِكَ رَبِّيَ لَنْ نَرْهَبَهْ
وَسَوْفَ نَعِيشُ بِقَلْبِ الصَّحَارِي بِخَيْمَاتِ بَدْوٍ لِكَيْ نَشْجُبَهْ
فَهَبْنَا إِلَهِي جَرَاءَةَ قَلْبٍ ورُوحٍ أَبِيٍّ لِكَيْ نُرْعِبَهْ
إِلَهِي بِشَعْبَانَ نَجِّ صِحَابِي وَأَحْبَابَ قَلْبِي بِمُعْشَوْشِبَةْ
وَطَهِّرْ حَيَاتِي وَعُمْرِي وَذَاتِي بِأَرْضٍ أَرَاهَا غَداً مُخْصِبَةْ
أَيَا مَالِكَ الْمُلْكِ أَنْعِمْ عَلَيْنَا بِعَافِيَةِ الْجِسْمِ مَا أَسْيَبَهْ!
وَهَبْ لِي شَرَاباً بِجَنَّاتِ عَدْنٍ يَطِيبُ لِقَلْبِي وَلَنْ أَسْكُبَهْ
وَأَحْسِنْ خَلَاصِي وَأَهْلِي وَنَاسِي بِدُنْيَا مَتَاعٍ فَلَنْ تَسْلُبَهْ