بريد مستعجل لـ( محمد صلى الله عليه وسلم )
د. ريم سليمان الخش | باريس
قد سال حبك في مجرى الشرايين |
يانجلَ هاشمَ يا صنو المساكين |
إني مدحتك مدحا لا أريد به |
شكر الأنام ولا قرب السلاطين |
يا منبع النور ياهديا نلوذ به |
من الدجنّة من لؤم الشياطين |
ياصفوة الناس من عرْبٍ ومن عجمٍ |
وأكمل الخلق في سمتٍ وفي دين |
مازال وحيك في قلبي يعمّده |
بسورة الفتح والإسراء والتين |
مازال حبّك نبراسي يشع سنا |
يطهر النفس من بؤسٍ يُنجيني |
وعطر ذكرك في القرآن ننشقه |
نشقَ العبير بروضٍ من رياحين |
يا من بُعثت لهذا الكون أجمعه |
بالعدل بالحب بالإحسان باللين |
يا صادق الوعد يارمز الوفاء ويا |
مُتممَ الحسن حسنا جدّ موزونِ |
ماكنت فظا غليظ القلب ياعلما |
بل كالنسيم بيوم الحرّ مقرونِ |
شهمُ المواقف لا كبرٌ يدنسها |
عذب الملافظ لطفا غير ممنون |
يابلسم القلب ياآيات رحمته |
تبسّم الوجه مثل الدرّ مكنون |
لقد بسطت جناح الصفح تحضنهم |
حضنَ الفراخ وقد لاذوا بتطمين |
فما لجأت لحدّ الثأر منتصرا |
بالرغم أنهمُ في الشرك والهون |
المحسن السمح للأخلاق مدرسة |
الزاهد المار مرّا دون توطين |
لقد صدقت فما تلك الديار سوى |
استراحة الطير للترحال مرهون |
عرجت ليلا إلى عليائه فبدت |
مفاتح الغيب بين الكاف والنون |
ذاك النبي صفيّ الله قرّبه |
كقاب قوسين من أسرار تكوين |
ماأعظم الله إذْ أعطى وسيلته |
لسيد الخلق وعدا غير مطعون |
من لي لقلبٍ كثير الغلط يشفع لي |
سوى محمدَ يوم الحشر والدين؟! |
يا ابن الذبيحين لي شعبٌ بمذبحة |
بهيكل الكفر آلاف القرابين |
قد بات قومك في دنيا مشقلبةٍ |
مثل الصحيح إلى مشفى المجانين |
العالم اليوم مأخوذٌ لمحرقة |
بين اللئام وأتباع الفراعين |
وتابع الحق مسجون بتهمته |
يُشوى على الجمر بين الحين والحين |
الفقر ينهش أجسادا بلا عددٍ |
والبغي يسخر من وهن المساكين |
فالقمح يترك للقرصان بيدره |
والطين يمكث في جوف الطواحين |
بؤسٌ وظلمٌ وحيتانٌ تُغيبنا |
لكنْ طويلا بلا تسبيح ذي النون! |
يارحمة الله من للأرض إنْ قنطت؟ |
بات التشقق موسوما على الطين! |
ليلٌ بهيمٌ بسوط الشك يجلدنا |
لكنْ كتابك قنديل البراهين |
إنّي الحزين عويل الدهر يوجعني |
إنّي الظميّ لنفحاتٍ تُروّيني |
عند البريد رسالاتي تضيع سدى |
فساعيَ الخير لم يفهم عناويني |
ثبّت فؤاديَ ياربي فإنّ به |
حبّ النبي وهذا الحب يكفيني |