قلقُ معاصر
سعاد محمد | سورية
فرسُ الضُّوء الّتي ترعى صورةَ السّماءِ..
في ارتعاشاتِ العشبِ..
تهربُ حين يصهلُ الضّباب!
فالحكمةُ اللّطيفةُ تتسلّحُ بخردقِ الصّمت..
إن استنسرت أرانبُ الحيثيّات!.
لأنّ رأسَكَ جبلٌ كهلٌ تؤمّهُ الأشجارُ المؤمنة..
قد يُجيرُ الغروبَ المقهورَ..
لكنّه لن يعلّقَ الشّمسَ من ضفيرتها!
فلتبحثْ تلكَ الشَّعرةُ التّاريخيّةُ عن مبغىً آخرَ..
/ تلك الشّعرةُ الّتي انجبت مجاعاتٍ راقصةً في باراتِ السّلام/!..
ولأنَّ الخوفَ يحرسُ كنانةَ شفتيك..
تتركُ طفلَ خلاصِكَ في عُهدةِ التّكهّناتِ..
لعلَّ أياماً شجاعةً تتبنّاه..
وتنسلُّ منكَ لتعيدَ لبوةَ مخيّلتك الجريحةَ إلى موطنِها!
تعلّقُ طولَكَ الحزينَ على رمشِ الضّوء
حتّى لا يدلقَ عليه اللّيلُ حبرَ العزاء..
تلفُّ جوعَك في جريدة..
وتدحرجُ أمامكَ انتباهَكَ الخرافيّ
وبعضاً من ذاتِك الفائضة عن وجودٍ خفيف..
تدحرجُ معهُ..
جبالاً من الكلماتِ التي لم يستحقَّها أحدٌ ومسودّاتٍ عاطفيّةٍ نبيلة
تدحرجُ..
دبابيسَ الأناشيدِ التي تغرزُ صفحاتِ دمك
وطوابير ترسنُكَ من فمِكَ وأنتَ تحملُ نعشَ كرامتِك!
تدحرجُ..
فواتيرَ انطباعية شرسة ورحمةً وطنيّة من فئةِ معدنِ الانتماء
تكبرُ الكرةُ..
ترافقُكَ المصابيحُ وهي تمضغُ الفضول..
وعصفورٌ قلقٌ على ملكيّةِ جناحيه..
يرقُّ الطّريقُ ويبكي..
الكرةُ صارت أنت..
أنتَ فائضٌ عنك..
الآن..
ونواعيرُ قلبك تنازلُ تاريخَ الماءِ تركلُ الكرةَ إلى مصيدةِ البلاد!
إنَّ خيزرانَ الوقتِ قالَ:
ما الموتُ إلّا رغيفُ الحياةِ الّذي احترق!….