التحليل السياسي.. غضب العاجزين
د. خضر محجز | غزة- فلسطين
حين أرغب في توقع فعل الخصم، أضع نفسي مكانه، وأفترض أنه يمتلك كل معلوماتي، ولا أمتلك كل معلوماته، ثم أصدر الحكم.
هذه الطريقة هي الأفضل، لكنها ليست مفيدة بنسبة 100% لأن الخصم يختار أحياناً أن يفاجئك، بأنه يعرف طريقتك في تحليل فعله، فيفعل عكس ذلك.
من هنا، فيجب إدخال هذا الاحتمال في خطة التحليل.
ثمة أمر آخر:
كثيراً ما يكون الخصم غير قادر على فعل ما يخالف التوقعات، لأنه يعرضه لخسائر. وتلك نقطة ضعفه، إذ يفعل بموجب التوقعات. ومما يملأ القلب قيحاً، ألا نستفيد من ذلك.
أمر أخير:
كثيراً ما أشعر بأننا لا نفكر، وإن فكرنا فبصورة نمطية، تعيد إنتاج الخسائر غير المبررة.
بعد كل ما سبق أقول:
لا حرب على غزة، فإن كانت حربٌ، فستكون ضمن خطة سياسية لفرض الحل السياسي. أي: مقدمة لفرض نتائج صفقة القرن على الأرض.
فإن نشبت الحرب، وطبقوا عرضهم في الصفقة بالقوة، لم تعد صفقة، لسبب بسيط، هو أنها واقع هزيمة مفروض بالقوة. وهيهات أن يُسمى هذا صفقة، لأن الصفقة توافق بين طرفين. ولن يجدوا لدينا من يوافق.
وبالتالي فلا فائدة منه للخصم، وربما ينال الفقراء ـ من جرائه ـ بعض المال، دون أن يوقعوا على التنازل.
فليت شعري، ماذا نفعل الآن سوى ذلك؟
أما المحبطون من خطاب أبو مازن، فعليهم أن يُحبطوا من الواقع العربي. وإن ما قاله أبو مازن هو أقصى ما يستطيع الضعيف أن يفعله للمحافظة على شرفه.
ولقد قرأت كل ما يقوله الغاضبون المجانيون من خطاب الرئيس، ولم تفاجئني رغبتهم في الصراخ، فالصراخ ابن الغضب..
لكن الواقع يقول بأن غضب العاجزين يشبه ضراط تيس الماعز حين يرى السكين.
وإلا فماذا يقترح الغاضبون على الرئيس أن يقول؟