نبعٌ من الطيب
عبد الله بن هلال بن زاهر الإسماعيلي | سمائل – بيت السبحية
(أبيات كتبتها في الندوة التي أقامها مجلس الخليلي للشعر بالتعاون مع لجنة الشعر الفصيح بالجمعية العمانية للكتاب والأدباء إحتفاءً بفضيلة الشيخ القاضي محمد بن راشد بن عزيّز الخصيبي – رحمه الله -)
تَنفَّسَ الحرفُ حبرَ الضوء فابتمسا
وجاد بالنور حتى أبهجَ القمما
///
وجاء يتلو سلام الله محتفيًا
كأنه من شرايين الضحى نُظِما
///
تنفسَ الحرفُ في الفيحاءِ بسملةً
ورونقًا شاعرياً يُدحرُ الظَّلَما
///
كأنما قد تجلى كي يسائلَني
عمن به ذا نهارٍ للسماء سما
///
منه استقى الطهر أنداء النقاء ومن
دفوقه العذب أهدى للدنا عَلَما
///
وأنبت الشعر فيها مثل سنبلةٍ
يخاله القلب ودقًا بالهناء همى
///
وفي سمائلَ نبعَ العلم، موطنه
أجرى خضمًّا دفوقًا يشبه الكرما
///
سمائلُ الشعر يا سبحان واهبُها
شأنًا به لا ترى أمتًا. فلا هُدِما
///
سمائلُ النور محراب البيان وفي
جبينها بهو حسنٍ يتحفُ الكلِما
///
مدينة العلم والإجلال، مفخرةٌ
عظيمةٌ في أهاليها الهنا عظُمَا
///
أرجاؤها نيّراتٌ كلما ومَضت
تبسمت، ثم ألقت خيرها نِعَما
///
ما مسَّها الجرح إلا نال عافيةً
والروح إن لامستها صافحت حلما
///
وما تلاها شعورٌ أو تناقلها
سمعُ الزمان لها أصغى، بها انسجما
///
مدينةٌ من سلامٍ أنجبت عَلَمًا
وأودعت فيه قلبًا نابضاً وفما
///
ذاك الخُصيبيُّ مَن آثارُهُ لمعت
كأنجمٍ باسماتٍ تُستقلُّ سما
///
قد شاءه الله قاضٍ، ظل مأربهُ
ودأبهُ العدل بين الناس إن حكما
///
بعهده عمت الأرجاء طمأنة
وكيف لا والخصيبي سَنَّها هرَما
///
أجرى بأقلامهِ العصماءِ قافيةً
وصاغ ما صاغه تبراً يزيد نَما
///
قوامه اللؤلؤ المرجان مؤتلقٌ
أو كالزمرد في مكنونه رُسما
///
كأنه البلبل الصداح، منهله
نبعٌ من الطيب فينا يعزف النغما
///
وفي الشقائق كنزٌ لا يثمنه
إلا الذي خصه بالذكر واغتنما
///
مآثرٌ ذات نفعٍ، مَن تدارسها
مضى بدرب التسامي للعلا قدُما
///
طيبي سمائل طول الدهر فاتنةً
فأنتِ مُنجبةُ الأعلام والعلما
///
مهما نظمتُ من الأشعار أعذبَها
فلن أفيكِ مقاما شرّف الأمما
///
فيك المآثر والأمجاد خالدةٌ
تسبي برونقها الألباب والقلما
///
بوركتِ يا قبلةَ الأمجاد يا رئةً
تنفَّسَ الحرف منها العز والهمما
15 شعبان 1443
18 / 3 / 2022