سياسة

هل بقي شيء من إنسانية هؤلاء؟!

د. أحمد الطباخ
أمر يحتاج إلى وقفة حاسمة ونظرة ثاقبة ودراسة متأنية لحال الإنسانية في ذروة سقوطها المدوي وأفعالها المزرية وسكوتها المريب لما آلت إليها أحوالها في ظل تلك الهيمنة الغربية وهذه الأفعال التي لا يمكن أن تصدر من إنسان يتفاخر بتلك المنجزات التي تتباهي حضارة سقطت سقوطا مزريا ووصلت إلى أسفل أسفلين بما ارتكبت من حماقات وفعلت من وضاعة وحقارة جعلتها تفقد كل قيمة من قيم الإنسان ولا حافظت على ذرة واحدة من ذرات تلك القيم الإنسانية التي تتشارك فيها دون نظر إلى دين وإنما هي مستمدة مما لا ينفك عنه الإنسان وإلا إذا فقدها زالت عنه الإنسانية وهوى إلى الحضيض وصار كالأنعام أو أضل وبمعنى صريح صار إلى الحيوانية أقرب.
فقصة فلسطين وما يحدث فيها خير دليل على وضاعة وحقارة تلك الإنسانية التي لم تراع حق الأطفال والمرضى والمدنيين في تلك الإبادة الجماعية لقطاع غزة العزة الأبية التي استعصت عليهم ولن يحقق الله لهم غاية وإنما سيجعلهم عبرة وآية فكم من مر على أمتنا من قبل قوى البغي والاستكبار في ذلك العالم المنافق الذي داس القوانين والتشريعات الدولية فلم يراع فيهم إلا ولا ذمة ولم يطبق ما يتفاخر من إنجازه على الصعيد الحضاري من مراعاة ذوي الاحتياجات من الأطفال والنساء والمرضى والشيوخ الذين نالهم من القتل والإبادة والإجرام ما لم يحدث في تاريخ الإنسانية كلها فلا أخلاق عند هؤلاء القتلة الذين هدموا المدارس وضربوا المستشفيات ولم يتركوا مسجدا ولا كنيسة وكان ذلك الذي حدث من قبل هؤلاء لا يصدقه عقل .
فأين تلك القيم الإنسانية التي تباهى بها هؤلاء بطريقة فجة في دولهم وتنديدهم لغيرهم بعدم احترام حقوق الإنسان وكيف يسمون ما يفعله الظالم والمعتدي والمحتل دفاعا عن النفس؟ ! وهم الذين احتلوا الأرض وطردوا وهجروا صاحب الأرض بل دمروا بيوتهم وهدموا مستشفياتهم وقطعوا عنهم وسائل التواصل الاجتماعي ومنعوهم الوقود وحولوا المشافي إلى مقابر جماعية لأطفال غزة واصطادوا الأطفال والنساء والشيوخ في الشوارع وهم يبجثون عن مكان آمن فقتلوهم دون رحمة ولا إنسانية وفعلوا في فلسطين ما يندى له جبين البشرية الصامتة التي صممت وتركت الاحتلال يرتكب جرائم حرب تستوجب العقاب أمام العالم حتى يعرف القاصي والداني ما ارتكبته قوى البغي والاستكبار من جرائم في حق الإنسانية التي هي بريئة من أفعال هؤلاء الذين انسلخوا من قيمها وأبسط معانيها في ظل هذا العالم المتغطرس الذي يجلد الضحية ويبرر جرائم الاحتلال وبعد ذلك يحدثوننا عن الإنسانية المثالية التي تهنأ في العيش في ظل هذا العالم المنافق الذي داس القوانين الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى