معزوفة العشق
سميرة الزغدودي | تونس 20/3/2020
يانهر عطرجرى في مرمر العنق |
إنّي أخافُ على حِبٍّ من الغرق |
شقّ اللّمى فاض عنّابا يحفّزه |
له يعبّد ثغري أيسر الطّرق |
أخافُ يذهلُ مخمورا ويسكرني |
عشقا فأثمل والمعشوقُ في زلقِ |
يا من يهندس لي جنّات أروقتي |
فاض الرّخام بأنهار من العبق |
يا من يلامس أحواضا معطرة |
منّي تفوح عطور الفلّ والحبق |
الهمسُ يعتنقُ الاشواقَ متّقدا |
يروق لي سحره من عاشقٍ عَذِقٍ |
في السّرّ وشوشني والحُبّ صافحني |
والثغر أدمى لمًى في حمرة الشّفق |
قوافل الوجد في أحداقه سبلٌ |
والوجه أشرق بالأنوار كالفلق |
مضارب اللّحظ من أهدابه رسلٌ |
والقلبُ في أسرهِ إيمانُ معتنقِ |
سافرت في نظرة التّحنان يأخذني |
سواد عينٍ على عهدٍ مع الغسق |
أبحرت في نظرة والشوق يصحبني |
أواه من فتنة الأهداب والحدق |
الخمرُ أسقيه والعُنّابُ في شفةٍ |
هل يا ترى كأسه منها بمنعتقِ؟ |
آهٍـ ومن مسكِها جُنّتْ مشاعرهُ |
ينسابُ مسكُ الهوى عطرا مع العرقِ |
كنورس بزجاج الموج منشغلٌ |
يقتات فوق ثلوج القدّ والعنق |
يُريق من خمره في جدب أوردتي |
نبعا تدفّق في الأغصان والورق |
العشق معزوفة والنبض يعزفها |
والقلب يرفل فيه الخلّ في ألق |
يا سحر أغنية و اللّحن قافيتي |
أسرجتها فاعتلت بي صهوة الشّبق |
جاد اليراع بها تختال في شغف |
تلهو بخاصرة الأفلاك في الأفق |
العطر من ياسمين الحرف أنثره |
في الروض والعشق يسقيه من الغدق |
ظلّ الوفاءُ مدى الإبحار في سفري |
يخطُّ مجدا على الجدران والطّرق |
وحين عدتُ جناحُ القصر أذهلني |
بما تشبّع في التّرحال بالخُلُق |