أنتظر بائع النوم المتجول
حسام أبو الريش | مصر
اللوحة للفنانة: سونيا مارشال
من منكم لمس الحب ذات مرة؟
ومن منكم جالس الصدق والخير
بالمقهى؟
من منكم حاور الأرق والعزلة
واقنعهما بأنهما ليسا أهلا به؟
من منكم ركب القطار وتفاجأ
بالمال والشك كصديقا رحلة مجهولة؟
أنا فعلت
لمست الحب في سن السادسة
تحديدا يوم الجمعة،
بأروقة بيت جدتي
عندما كانت تحضر لي بعض منه،
فسقط منها الحب مطهوا وساخنا،
لمسته وتذوقته
ولكنها نهرتني،
لأنه سقط أرضا وفسد،
يمكنني تذكر لونه
هو ليس بأحمر أو وردي،
كان بني اللون..
جالست الصدق والخير
بمقهى بين صديقين،
تنازعا دون سبب واضح لي،
ليأتي صدق الصداقة
ممزوج بخير العلاقة،
ثم بعض الضحك يزيل النزاع،
وبصوت واحد يلعنون الشيطان
كونه سبب أبدي للشر..
حاورت الأرق والعزلة
وأقنعتهم بحبي للحياة والنوم،
فلا داعي لتضييع الوقت معي،
كانوا يعرفون أني أكذب،
ومع ذلك إدعوا الديمقراطية
وقالوا مبتسمين:مثلما تريد
ثم رحلوا..
نعم ركبت القطار بجانب
المال والشك
رأيتهم بوضوح كانا رجلين،
كان الشك يأكل أظافر يده اليسرى،
واليمنى تحتضن سيجارة كادت تسقط
من أثر التوتر،
بينما كان المال يجلس في هدوء
ويقرأ أسعار بعض البشر
بالعالم الثالث،
بباب الاقتصاد العالمي،
بجريدة الأوقات الأمريكية،
أما أنا فلن أكترث للإثنين،
كنت أنتظر بائع النوم المتجول،
لأشتري منه عينين أغمضهما للأبد..