دَلِّة طريف قاسم.. أجمل قصيدة أنجبتني
تركي عامر | فلسطين
لروح والدتي، دَلِّة طريف قاسم محمّد بدر (١٩٣٠ – ١٩٦٩).
بِيَوْم الأُمِّ تُوقِفُنِي حَياتِي،
وَيَرْجِعُ بِي شَرِيطُ الذِّكْرَياتِ.
بِأُمِّ العَيْنِ أَسْمَعُنِي.. صَغِيرًا،
أُتَمْتِمُ ما حَفِظْتُ مِنَ الصَّلاةِ.
وَمِحْفَظَتِي.. أُغافِلُها فَتَغْفُو،
وَأَتْرُكُها…… لِتَهْنَأَ فِي سُباتِ.
عَلَى عَجَلٍ تَجِيءُ الأُمُّ: “يَمَّا،
كَفَى لَعِبًا!”. فَأَكْتُبُ واجِباتِي.
إِلَى أُمِّي أَحِنُّ.. وَمَنْ سِواها،
عَلَى بالٍ تَظَلُّ إِلَى المَماتِ؟
أُدَنْدِنُ دُونَ صَوْتٍ أُغْنِياتٍ،
وَتُبْكِينِي بِصَمْتٍ… أُغْنِياتِي.
لَيَقْتُلُنِي الحَنِينُ. أَمُوتُ شَوْقًا،
بِلَمْسَتِها يُرَى حَيًّا…. رُفاتِي.
بُيُوتُ النّاسِ مُقْمِرَةً أَراها،
بِدُونِ الأُمِّ تُصْبِحُ مَقْبَراتِ.
رَحَلْتِ وَمُذْ رَحَلْتِ يَقُولُ حُلْمٌ:
أَراكِ هُنا.. عَلَى قَيْدِ الحَياةِ.
وَمِنْ حُلُمِي أُفِيقُ أَقُومُ حالًا،
لِأَبْحَثَ عَنْكِ بَيْنَ الحاضِراتِ.
أَرَى فِي الأَرْضِ أُمَّةَ أُمَّهاتٍ،
وَأُمِّي لا أَرَى فِي الأُمَّهاتِ.