لماذا انتصرت أمريكا في الحرب الباردة وانهار الاتحاد السوفياتي؟!

المحامي شوقي العيسه | فلسطين

مقارنة بين أمريكا والاتحاد السوفياتي

  • كلاهما كان لديه جيش قوي وأسلحة متطورة ونووية.
  • كلاهما لديه مساحة شاسعة وقوى بشرية.
  • كلاهما كان لديه مخابرات قوية.
  • كلاهما كان لديه حلفاء وحكومات تابعة.
  • كما هو معروف العامل الحاسم في سقوط الإمبراطوريات هو الداخل أكثر بكثير من التهديد الخارجي.
  • أهم عوامل الاختلاف بين أمريكا والاتحاد السوفياتي
  • التسويق بمعنى الإعلام والدعاية الذكية
  • الحريات الشخصية
  • الثقة بالقضاء والقانون
  • الرفاهية الشخصية
    في ذلك الوقت كانت حكومة الاتحاد السوفياتي تؤمن لشعوبها السكن وخدمات الكهرباء والماء والتدفئة والتعليم والعلاج الصحي والمواصلات وغيرها من الخدمات بشكل مجاني تقريبا.
    ولكن الأمور كانت كمن لديه عصفور في قفص صحيح إنه يزوده بالطعام والشراب ولكنه محروم من الحرية وكذلك المواطنين في الاتحاد السوفياتي كانوا ممنوعين من السفر ومن التعبير عن رأيهم، وكانت الحكومة فاشلة في الإعلام والدعاية وتسويق ما تفعله مما أدى إلى الإحباط والترهل وعدم التطور (القمع عدو التطور) والنقمة من الشعب وعدم رضاه عن الوضع القائم وانتشر الفساد والقمع في كل الميادين. ناهيك عن موقف الشعوب الأخرى خارج الاتحاد السوفياتي التي كان يضللها الإعلام الأمريكي بشكل يومي ضد الاتحاد السوفياتي والاشتراكية.
    في حين أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت ولا تزال عكس ذلك، لا تؤمن لمواطنيها أي شيء وتعاملهم كما تعامل الشركة زبائنها. فلم تؤمن لهم العلاج المجاني ولا التعليم ولا السكن ولكنها بذكاء تسيطر بإحكام على مفاصل الحكم وتترك لهم حرية التعبير عن الرأي بطريقة لا تؤثر على الحكم وتؤمن لهم الرفاهية الشكلية وتضللهم وتجعلهم يعتقدون أنهم أحرار ويثقون بالقضاء والقانون رغم حرمانهم من حقهم في التعليم والعلاج والسكن وغيره. ورغم ذلك الناس العاديون في مختلف دول العالم كانوا بغالبيتهم الكبيرة ينجذبون إلى أمريكا. كل ذلك جعل من السهل على أمريكا مع ظهور أول فرصة استغلال نقمة الشعب على حكومته الفاسدة القمعية وانهار الاتحاد بتسارع. وقد كان القمع والدكتاتورية هو جذر المعضلة.
    في الاتحاد السوفياتي كان الهدف الاستراتيجي تطبيق الماركسية اللينينية ولكن القيادة لم تسمح لأحد غيرها بالتفسير والاجتهاد والتطبيق. مما أدى للجمود والفساد وكذلك أدى إلى الخلاف مع الصين التي لم تقبل الإملاءات السوفياتية. ومع الوقت زادت التململات لدى الشيوعيين الأوروبيين وغيرهم وحدثت انشقاقات عديدة. واستمرت هذه التراكمات في أوساط المواطنين في الجمهوريات الخمسة عشر داخل الاتحاد السوفياتي بما في ذلك داخل روسيا نفسها إلى أن حدث الانهيار.
    أما في الولايات المتحدة فالرأسمال المسيطر اكتفى بتحديد الهدف الاستراتيجي والبوصلة العامة وأفسح المجال للجميع للاجتهاد والتطوير بحرية.
    ونجحت الرأسمالية المتوحشة في استغلالها للناس، في جذبهم لإغراءاتها المزيفة وإبعادهم عن مصالحهم في العدالة الاجتماعية التي تضمن لهم حقوقهم. هكذا كانت الأمور، ببساطة وبعيدا عن التعقيدات الأيديولوجية والفلسفية.
    وبسبب حصر القرار لدى قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي حدثت انشقاقات في كل الأحزاب الشيوعية في العالم وخاصة تلك التي التزمت قيادتها بموقف قيادة الحزب السوفياتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى