عن البندورة والحبّ

عبد السلام العطاري | شاعر فلسطيني

بين بندورة زمان وبندورة اليوم في فرق، زمان ربيانه ع الندى وعلى كف عفية متشققه من الفلاحة وتكسير الكدر وتعشيب العالوق والعوسج، لهيك كانت ريحتها وطعمها بتشهّي وبتعشق صحن السلطة، وما كان الها اسم غير صحن سلطة بندورة مع خس مع بصل مع نعنع مع جبنة اسمها سلطة بندورة، لا غير من صرعات زمن الــ ” Botox” أو مقلية مع فلفل حرّاق ومغمسة بخبز طابون صافي.
المهم بين البندورة والحبّ شبه كبير وعميق وغميق، لهيك كتبوا عن الحبّ بإلهام وهيام وغرام وغنّوا وذابوا بالصوت وباللحن، وبنتذكر زمان، زمان مش كثير زمان، فيروز ونصري شمس الدين قديش كانت تتجلّى أصواتهم لما تمرق كلمة الحب و العشاق بالأغنية وتنحت محبة بحناجرهم وبتنهدوها من قاع القلب.
عِشق وعُشاق اليوم تماما مثل الفرق بين بندورة ” مقاثي” ” سهل عرابة” و ” الحفيرة” أيام ما كان فيه خير ورِبّة الخير مبلول بسهر وسمر فلاّح بضحك لخُضرتها، ولحُمرتها، وبين بندورة الهرمونات المِستعجلة، اللي بتخليه أحمر من برّا، وقلبها فاضي لا طعم ولا ريحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى