اقرأ وشاهد الشاعر هلال السيابي في “ذكرى” المفتي إبراهيم بن سعيد العبري
هلال السيابي | شاعر و دبلوماسي عُماني سابق
بمناسبة الاحتفاء بذكرى العلامة مفتي سلطنة عُمان الراحل الشيخ القاضي العلامة إبراهيم بن سعيد العبري{١٣١٤ – ١٣٩٥}- {1896م – 1975م}، في ندوة أقامها حفيد أخيه (الشيخ سالم بن محمد العبري) في بيته العامر بولاية بركاء يوم السبت الموافق ٢٢ شعبان ١٤٤٣ هجرية – 26 مارس 2022م
ذكرى تطل على سماء الوادي
وترف غيم غياهب وعوادي
<<>>
وتريق ماء غمامها، وكأنها
مما بها بقيا مساخط عاد
<<>>
لبست بها “الحمراء” برد عزائها
وتلفعت “نزوى” بثوب سواد
<<>>
وبكى لها “الطماح” في جبروته
ورنت لها “الشهباء” بردَ حداد
<<>>
بل قل: عُمان بدت لها ملتاعة
-رغم السمو – بنوحها المتمادي
<<>>
تبكي وتستبكي الديار لجرحها
وتفيض بالالباب والأكباد
<<>>
وهي التي لمٌا تهن لمروٌِع
– لو جدٌَ – أو تنبس بغير رشاد
<<>>
لكنها للخطب جدٌَ جديدها
وبدا بها ما لم يكن بالبادي
<<>>
وسرى النعيٌُ الى الحجاز وجلق
والشام ،والشرفات من بغداد
<<>>
تتناقل الأنباء خطب مجلل
قد كان للعلياء خير عماد
<<>>
فلقد اصاب المجدَ رمح نافذ
ورمى السماحة سهم غرب عاد
<<>>
أصمت يد الأيام موكب ماجد
واري الزناد ، ولات وري زناد
<<>>
ياليت شعري والحوادث جمة
أكذا تكون مصارع الآساد!
<<>>
أكذا يهب المؤمنون لربهم
طهرا من الأضغان والأحقاد
<<>>
بالله إبراهيم يا شمس الهدى
وسلالة النبلاء والأنجاد
<<>>
إن جلٌ خطبك في الديار مجلجلا
فلأنت من قاد العلى بقياد
<<>>
سدت الكرام وأنت في شرخ الصبا
وعلوتهم بشمائل الأجواد
<<>>
عِلمُُ كتيٌَارِ الفراتِ، وعزمة
كابن العرين مع الذكا الوقٌاد
<<>>
فإذا رحلتَ وما رحلتَ، فإنما
كل الورى – يا سيدي – لنفاد!
<<>>
تمضي السنين وأنت يا حبرَ الورى
لما تزل ذاك الإمامَ الهادي
<<>>
ما زلت أضوأَ من ضحىً وأعزٌ من
ليثِ، ومن حيات ذاك الوادي
<<>>
ما كان رزؤك رزءَ فردٍ واحدٍ
بل رزء قومي كلهم وبلادي
<<>>
غادرتهم، وتركتهم في حيرة
من أمرهم من حاضر أوبادي
<<>>
يتلمسون الدرب بعدك، والأسى
طامٍ، وسعيُهم بغير سداد
<<>>
فلأنت شمس عُمان يا قمقامها
وأجلّ من نجلت من الأمجاد
<<>>
حفلت بك الأيام، وازدهر الورى
وسموتَ فوق مطامحِ الأنداد
<<>>
في هدي آل محمد وصحابه
وعزوم كل غضنفر شدٌاد
<<>>
وجمعت من خلق الرجال وفضلهم
مالم يتح لمروٌح أو غاد
<<>>
فكأنما “عمر” ببردك واثب
في جود “حاتم” في لسان “زياد”
<<>>
تالله ما فقد الكرام محنكا
كجلال شخصك يا منار النادي
<<>>
فإذا هم رزأوا لخطبك، أو بكوا
فلقد نعاك جميع أهل الضاد
<<>>
أو كفنوك فبالجلائل والتقى
أو وسٌدوك ففي أجل وساد
<<>>
أنت المجلل حاضرا أو غائبا
كل الجلال بتلكم الأبراد !
<<>>
تلك المآثر من مناقب “عبرة “
ومفاخر الآباء والأجداد
<<>>
ولك المواقف شاهدات بالعلى
ولك الفضائل مثل نفح الكادي
<<>>
كنت القريب من الإمام محمد
شمس الزمان وصفوة العبٌاد
<<>>
لم أنس ما حدثتنا عما جرى
حول الخلافة، وهي ذات صعاد
<<>>
حتى أخذت بضبعه عن عزمة
فانقاد حين رآك خير عماد
<<>>
سبحان كيف الخُلف بعدُ، وأنتما
من عالم الفضلاء والزهاد
<<>>
ماذاك إلا أنه طبع الورى
في الاختلاف على مدى الآماد
<<>>
فاعذر فتاك إذا رماك بسهمها
فجواده لمٌا يكن بجواد
<<>>
ولُمِ الذين تصايحوا واعذرهم
لو أنهم جاءوك خيلَ طراد
<<>>
فلقد أبوا لك أن تكون سوى الذي
عرفوه فيك بحلبة الأوتاد
<<>>
ولأنت ذاك، وإنما هي نزعة
بشرية من سالف الآباد
<<>>
وكذاك رمت الصلح بين متوج
وخليفة من بعد ذاك الغادي
<<>>
لكنما إنجلترا لم ترض ما
حاولته أبدا بكل عناد
<<>>
والحمد لله الكريم لجمعه
شمل البلاد بعزة وسداد
<<>>
تلك المآثر من مفاخر “عبرة “
ومناقب الآباء والأجداد
<<>>
وُرٌِثتَها جيلاً فجيلاً وُضٌحاً
ما بين بيض شباً وبين جياد!
<<>>
آها على تلك الليالي شردا
بجلائل الإصدار والإيراد
<<>>
أحلى وأزين من منارات الضحى
وأعز من أجم الهزبر العادي
<<>>
كم جئت نحوكم بدار الشرع في
ألقٍ، فألقى منك خير مهاد
<<>>
تبني وتهدم ما تشاء مرجحا
بسنا الهداة وفطنة النٌقاد
<<>>
فالعلم: قال الله، قال رسوله
ولأنت للأمرين أفضل حاد
<<>>
شيخي، وأستاذي، وعمدة نحلتي
وسريٌَ قومي: هذه أورادي
<<>>
إن كنٌ لم يوفين مالك من علاً
فالشعر أقصر لو جرى كالوادي
<<>>
من لي بلألاء الضحى فأفي به
حق الذين هم ضياء سوادي!
<<>>
فاهنأ أبا عبد العزيز مكرما
في الخلد، واشكر للإله الهادي!