الجمال ليس دائما ذكاء
منجد صالح |كاتب ودبلوماسي فلسطيني
وهذا بالضبط ما حصل مع الفنّانة المغربية أمينة العلي الجميلة، كحيلة العينين، متورّدة الخدّين، “مزيينة”، مُزيّنة الأنف والشفتين، مرسومة الحاجبين، طويلة رموش العينين، بعيدة مهوى القرط. ممشوقة القوام، مُكتنزة الأرداف، متكوّرة ومُتحوّرة المؤخّرة ودلتا الطمي الخصيب.
هذه الصفات الأنثوية الصارخة تستدعي من مالكتها القيافة والفصاحة والحصافة وسعة الصدر وطول البال، وخاصة إذا كانت فنّانة تقع تحت “مجهر” الجمهور وحمده ونقده واستحسانه وقبوله ورفضه.
لكن أمينة “ربّنا منعم ومتفضّل عليها” بهذا الجمال، والله جميل ويحب الجمال. وخاصة وأنّها شابة والمسيرة أمامها طويلة والحياة أمامها تبشّرها برغد العيش والمسرّة وراحة البال والشهرة والحظوة وخزائن من جواهر ولألئ وياقوت ومرجان.
إذن لماذا تتضايق الفنّانة “الفنّينة” أمينة من أترابها البنات من المُريدات والمعجبات الملهوفات لمعرفة سرّ جمالها وسرّ جمال ونقاء بشرتها المُتورّدة الناعمة الغضّة الفتيّة.
الآنسة المُبجّلة أمينة بدل أن تسعُد بالكمّ الكبير من المتابعات على وسائل التواصل الاجتماعي إحتفاء بنقاء بشرتها، وبدل أن تشكر الله على نعمه وتشكر الصبايا المُهتمّات بجمالها وبشرتها، بدل ذلك، فقد “إنجنّت” أمينة “وتضايقت” وعيل صبرها، وخرج كامل نزقها من قمقم ماردها، وتصرّفت بغرابة وبعجب عجاب، دون داعي أو أسباب، وحسب ما سنورده في التو والحال، في الذهاب والاياب:
الست أمينة ظهرت في فيديو تردّ فيه على السائلات المُعجبات، وفي يدها عُلبة بلاستيكية طويلة من الكلور “الكلوروكس”، وقالت أن إستعمالها للكلور هو سر نقاء بشرتها، ثم إنخرطت في ضحكة هستيريّة تُريد أن تقول من خلالها بأنها “تمزح”. وهل هكذا يا أمينة تورد الإبل؟!
الموضوع ليس مزحة ولا يحتمل المزاح ولا يقبل المزاح. وإن كانت مزحة “فدمها ثقيل” ولم تُضحكنا ولم تسعدنا. فالموضوع ليس لعبة وخاصة وأن الفيديو “التعيس” الذي ظهرت فيه هكذا يمكن أن يخدع العديد من البنات الساذجات الباحثات عن وسائل لتحسين او زيادة جمالهن.
تصوّري يا أمينة لو ان صبية واحدة في اي بلد عربي ما أخذت “غلطتك” على محمل الجدّ وقامت “بطلاء” وجهها بالكلوروكس، حتى ينكوي ويتجعّد وجهها مباشرة وتحصل لها مصيبة بسببك.
أو لو أنّ أخرى باشرت مباشرة بعد مشاهدة الفيديو السيء وشربت من الكلوروكس وورّطت نفسها في مصيبة مجلجلة وربما مميتة.
كان الأولى والأجدى بك أن تتفادي الرد على السائلات اللحوحات اللجوجات، وأن تستمرّي في الاعتناء ببشرتك ورعايتها وكأنّ شيئا لم يكن، أن تنحني سنبلة قمحك أمام هبوب الرياح حتى تنقشع عاصفة الأسئلة، ومن ثمّ تعودي الى قواعدك سالمة غانمة.
أما هكذا وكما تصرفت فلا يجوز، وقد حصلت على غضب واستياء المتابعات والمتابعين واستهجانهم واستنكارهم وحتى إدانتهم.
ربما كانت فرصة لك للرد بصورة محترمة وتوثيق العلاقات مع المعجبات، فالفنّان دون معجبين وجمهور مُحب لا يساوي شيئا، والفنان هو أو هي صنيعة الجمهور والمعجبين.
ولو فكّرت بصورة ذكيّة فربما كنت ستحصلين على مردود مالي وفير إذا ما تعاقدت مع أحد بيوت أو مؤسسات الجمال وأنتجت معهم كريم للبشرة أسميتيه “كريم أمينة العلي”، ما دام لديك هذا العدد الكبير من المتابعات المهتمّات بكشف سرّ جمال بشرتك.
لكنّك بدل ذلك تصرّفت كالعصفور الجميل الذي نشر ريشه المزركش بخيلاء، فجاءت هبّة رياح أطاحت به عن فننه، ونتفت بعضا من ريشه، لأنه تصرّف من تلقاء “رأسه الصغير”، رأس العصفور، وتصدّى للعاصفة بدل أن يحتمي داخل جذع شجرة حتى يهدأ هبوب الرياح.