اكتُبِيني.. رَسائِل
مصطفى مراد | العراق
(1)
عَينُ التَجَلّي
وَتَشابَكَ الحَرَّانِ حتى انجَبَا
هذا الوليدَ ، بلوعةِ الشريانِ
يَنسابُ مِن كُلِّ الخَلايا نَزفُهُ
صِدقاً – وتحتَ قِيامَةِ البُهتانِ
بِاللهِ يا عينَ التَجَلّي .. لحظةً
وَسَأُطفِّئُ ، النِيرانَ بالنِيرانِ
كَم كَذَّبَتني عندما صَدَّقتُها
وَعَبَدتُها ، كعِبادةِ الاوثانِ
(2)
الضوءُ يَنسابُ على قُطرِها وَما تَبَقَّى – مِن نصيبِ الظلامْ
يَختَزِلُ المَشهدَ في لحظةٍ جُمهورُها .. لَفحُ اللظى والقتام
يَشربُني السكونُ حتى يَعي أنَّ الضجيجَ حالَةُ الالتحام
بَيني وحربِ الروحِ لا ادّعي أنّي سانفيها بِحُلمِ السلام
مِن هجمةِ الوعي التي أرَّقَت رَأسي وَفَوضى تَخلقُ الانسجام
بِكُلِّ حالٍ قلقي دائِمٌ وَأنَّني لستُ على ما يُرام
(3)
كانَ هُناكَ .. ثانيَ اثنينْ ثُمَّ هوى بالقاعِ مدفونْ
يَستَفُّ مِن هزائِمِ الكون وَقصدِ ” وُعَّاظِ السَلاطين”*
وَنحنُ يا .. نحنُ المساكين لَيسَ لنا إلّاهُ والطين
نَعبُدُهُ ايضاً بوجهين نَنتَظِرُ الولدانَ والعِين !
(4)
نَابِتةٌ ووردُها نابتٌ
وَالوهجُ في لألائِها يغزِلُ
لَونَ ابتساماتِ الربيعِ التي
مِن وحيّها خيالُهُ يثمِلُ
لَو أنّها تدري بهِ حلّقت
لَكِنّها غافِلةٌ تجهَلُ
(5)
ميلينا
أنّى تعرَّضتِ لها مُرٍّي
وَاطلقي رأيَكِ واستّري
وَأوِّليها انّها استَعصَمَت
إلا عنِ الكِتمانِ والجهرِ
يَحمِلُها على جناحٍ لكِ
رَأدُ الفؤادِ مطلعَ الشِّعرِ
أنتِ “مِيلينا” وانا كائِنٌ
أرزَحُ مُذ ان جئتُ في قبرِ
(6)
سَبَب
كُلَّ يومٍ تُولدين
بِخيالِ الفِكرةِ الخصبةِ
يَقتاتُكِ هذا الليلُ حِبراً واتقاداً
مِثلما تلتَهِمُ الروحُ لَظاها
ان جَفاها
سَببُ النيرانِ في الايحاءِ يَا مَن
تَعرفين
(7)
سَهم
بَعضُ القناعاتِ هيَ الفَهمُ
وَبعضُها يَفُتُّهُ الكَتمُ
كيما تُذَرّى وعلى شاهقٍ
مِنَ العُلًوِّ عرشُها الوَهمُ
يَا غادَةَ الكلامِ .. واسترسلي
أنا قريبٌ لكِ والخَصمُ
سُودُ النوايا ، وانا ابيضٌ
وَربّما يقتلُني الهَمُّ
لِذا فلا يعابُكِ مُطلقاً
أنّى اتى مِن قوسِكِ سَهمُ
فـ اكتبيني
(سونيت)
هي تنمو نبتةً سحريةً
ازهرت تحتَ ظلالِ السندسِ
رُبَّما _ او لفتةً علويةً
مِن سماواتٍ اتت للقبسِ
يَتشظى الوهجُ من نيزكِها
كانَ ولهاناً وكانت والِهةْ
وَتخطّت ما تلاها وبِها
قدرةٌ خارقةٌ كـ ـالآلهة
فَنَما فينا شرودٌ غامضٌ
فَسِّريهِ – لو قرأتِ السببا
واقترابٌ وقبولٌ رافضٌ
ايّما كانَ يكونُ العجبا
وَسأمضي مثلما اعجبكِ
آخذاً ما قتلَ الروحَ لكِ
(9)
يَا دَمعةَ القلبِ كُفِّي
أمسيتُ أملأُ كَفِّي
وَجهُ الفراغِ امامي
وَاليأسُ دارَ لِصَفِّي
النارُ في نِصفِ روحي
وَالجمرُ اكملَ نصفي
(10)
رُوحي معي .. في النار
قُمتُ
فَقامَتْ عَلى السَلِيقة
زَجَرَها مالِك .
:- أنتِ لا
وَلكَ ان لا تَتَخيَّل الموقِف
(11)
كَأنَّ على قلبي مِنَ الهمِ – ما بهِ
قُلوبُ ، يتامى الارضِ من دونِ مَسكنِ
أخذتُ لهم مِنّي واعطيتُ ضِعفَهُ
عَلى غيرِ عاداتِ التَقايُضِ اعتَني
أصيرُ كما يحلو لروحي واحرُفي
تُصَيِّرُني ، كالمُستقيمِ وانَّني
سَئِمتُ – وَحتّى الانَ في أوَّلِ اللظى
فَما الحالُ لو أُبِّدتُ في قعرِ مَدفني
:- سَلامي لِـ أُولاءِ اللذينَ قصدتُهُم
أُعَفِّرُ مِن دمعِ العيونِ وانحني
بِزهرِ الاماني الخُضرِ في بابِ وصلِهِم
وَأُعلِمُهُم عن سِّرِ صيدي ومكمني
(12)
تَحُطُّ علــى رأسِ الفتى الفُ مِحنةٍ
فَـ ــيَكرَعُ مِن خمرِ الهمومِ ويسكُرُ
لِيَنسى ، وفي اوجِ الظلامِ صمودُهُ
يَسيلُ كما دمعُ الضياءِ ويقطُرُ