الراعي

مازن دويكات | فلسطين

شجرةُ الغاباتِ امرأةٌ
تتربُعُ في عينيّهِ
والأرغولُ الجبليُّ امرأةٌ
تتوجّعُ بين أصابع كفيّهِ
والنجمُ امرأةّ
تتطلّعُ من شبٰاك الليلِ عليّهِ
الشجرُ/ الأرغولُ/ النجمُ
نساءٌ في الفجرُ تجيء إليّهِ
والراعي المنسيُّ كما الأحراشْ
مشتعلاً بالخضرةِ واللأزوردْ
كان يراها في عبق الوردْ
يتحسسها في ريش الطيرِ
وبيضِ الأعشاشْ
في العوسجِ والزعترِ والنتّاشْ
ويراها في الأسحارِ حمامة
أو جسداً يمشي
بين شُجيرات الحُرْشِ:
هذي الشتلةُ خصرْ
هذي السنبلةُ قامة
هذا العنّابُ شِفاه الثغرْ
هذا البرعمُ فاكهة النهدْ
والراعي المنسيُّ بسفح الليلِ
كان بلا ماعز تثغو وخرافْ
يحدو في دمهُ صاهلةَ الخيلِ
وحفيفَ الصفصافْ
كان يقولْ:
في قصب الأرغولْ
خَلُصتْ كلُّ صبايا البلدة
وأنا دون لحافْ
دون مخدّة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى