رمضان مُعلِّم الصبر
سالم بن علي الكلباني | شاعر عُماني
أرسِل نسائِمَكَ الشذية رَفرفا
وأَفِض سيولَ الحُبِّ من نَبعِ الصفا
||||
واروِ النُّفوسَ الظَامِئاتِ مَحبَّةً
واجعَل سرائِرَها أَرقَّ وأَلطَفا
||||
وانشر ضياءَكَ في البَصائِرِ واضِعاً
بِيَدِ الهدى في كُلِّ قلبٍ مُصحفا
||||
ها أنتَ يا رَمضان عُدتَ مُباركاً
تَهِبُ الإرادَةَ قُوةً أن تَضعفا
||||
وتقُولُ للنفسِ النفيسَةِ إن من
سَوَّاكِ زانَكِ بالجَمالِ وشَرَّفا
||||
وأَبى لِقدرِكِ أن تكوني عَبدَةً
للجِسمِ إن هُو في هواهُ تَعسَّفا
||||
سيري عَلى ضوءِ الحَقيقَةِ تُبصِري
ما كانَ من سِرِّ الغُّيوبِ قد اختفى
||||
وتدرَّعي بالصَّبرِ كَيمَا تتقي
فِتن الحياةِ وما أشدَّ وأعنَفا
||||
ويَدُ الفناءِ طَويلَةٌ فَتَهَّيئي
لِتُغادِري الدُنيا أَعفَّ وأنظَفا
||||
رَمضانُ والأيام يطوي بَعضُها
بعضاً وكم غَفل المُسيءُ وسَوَّفا
||||
وتَعودُ أَنتَ مُنبِّهاً ومُذكِّراً
ومُجدِّداً ومُؤكِّداً ومُعرِّفا
||||
وتَعودُ تَصرُخُ بالأنامِ توقَّفوا
بعدَ استِنانٍ دامَ عاماً مُجحِفا
||||
وتَعودُ بِالغُفرانِ والرُّحمى التي
وَعَدَ الرَّحيمُ عِباده مُتَلطِّفا