البُعدُ الرّابِعُ آنْ
د. عز الدّين أبوميزر
قال تعالى: (إن الله اصطفى آدمَ ونوحََا وآلَ إبراهيمَ وآلَ عمرانَ على العالمين).
سَيُقَالُ بِيَومِِ كُورُونَا
كَانَتْ زَوبَعَةََ فِي فِنْجَانْ
وَسَيَنسَى مَن سَيَقُولُ لنَا
فٍي لَحظَةِ أنْ ذَكَرَ الفِنجَانْ
هَلْ كَانَ بِحَجمِِ عَادِيِِ
أمْ عَمّ الأرضَ وَمَا فِيهَا
وَعَلَيهَا مِن أحيَاءِِ كانْ
وَأمَامَ العَالَمِ أَجمَعِهِ
صَمَدَت كُورُونَا فِي المَيدَانْ
جَاءَت كَنَبِيٍّ مَجْهُولِِ
وَجَمِيعُ الأَرضِ لَهُ عُنوَانْ
فَاعجَبْ لِنَبِيٍّ لَيسَ يُرَى
قَد فَجَأَ النّاسَ بِلَا اسْتِئذَانْ
مَا جَاءَ لِيَحكُمَ كَوْكَبَنَا
وَيُقِيمَ مَمَالِكَ أوْ سُلطَانْ
بَلْ جَاءَ بَشِيرََا وَنَذِيرََا
عَن آخِرِ بُعدِِ يُخبِرُنَا
وَيَدُقّ بِقَبْضَتِهِ الخَزّانْ
فَأَوَانُ البُعدِ الرَّابِعِ آنْ
وَبَنُو عِمرَانَ همُ البُرهَانْ
فَالبُعدُ الأوَّلُ آدَمُ كَانْ
وَتَلَاهُ نُوحٌ وَالطُّوفَانْ
وَأتَى ابْرَاهِيمُ أبُو الضِّيفَانْ
فِي ثَالِثِ بُعدِِ، أمّا الآنْ
فَالأَرضُ غَدَت بُؤْرَةَ إِنْتَانْ
وَالكُلّ يَعِيشُ بِغَيرِ أَمَانْ
وَلِتَهْلَكَ عَادُ الآخِرُةُ،
وَيَحيَا فِي الأَرضِ الإنسَانْ
وَتُقَوَّضَ كلُّ عُرُوشِ البَغْيِ
وَمَا شَادَتْ أَيْدِي هَامَانْ
وَبِأَمْرٍ عُلْوِيِِ ذِي شَانْ
مَا بَعدَ كُرُونَا تَعجَزُ أنْ
تَتَصَوَّرَهُ كُلُّ الأذهَانْ
اللهُ بِذَلِكَ أخبَرَنَا
مَن أنْزَلَ بِالحَقِّ القُرآنْ
لَا يَأتِيهِ البَاطِلُ أبَدََا
بِزِيَادَةِ قَوْلِِ أوْ نُقْصَانْ
لكن أَنسَاكُم وَعَمَاكُمْ
عَن رُؤيَةِ مَا فِيهِ الشَّيْطَانْ
فَادعُو كَيْ لَا يَستَبدِلكُمْ
بأُناسِِ هُم أفضَلُ مِنكُم
فِي يَومِِ لَا يَنفَعُ فِيهِ
أَهْلٌ وَبَنُونٌ أو أَعوَانْ
وَلِنَأكُلَ قَمحََا لَيْسَ بِهِ
كَالسَّابِقِ أيّ حَصَى وَزَوَانْ
وَيُقِيمَ العَدلَ كَمَا أوصَى
فِي أرضِ اللهِ بَنُو عِمرَانْ