لماذا يرفض العرب المراجعات الفكرية؟
سمير حماد | كاتب وشاعر من سوريا
أحرار العالم المتمدن (الغرب) يرفعون راية الديموقراطية وحقوق الإنسان وحريته، ويرفضون العنف والإرهاب بأشكالهما، فأين أحرار العرب من هذا كله؟
إلى متى ستظل بلداننا مرتعا للإرهاب، وساحة للاستبداد الديني والسياسي والثقافي والاجتماعي؟
ينادي الغرب بالفصل بين السلطات الدينية وبين كل ماهو سياسي وثقافي واجتماعي. كل شيء في الغرب صالح للنقد وليس المقدس خارج هذا الإطار، مهما كانت منزلته، بدءا بالتوراة والأناجيل وصولا إلى الأنبياء جميعا دون استثناء .
لماذا لا يتفهم العرب هذا الأمر، يدءا بمفكريهم؟ لماذا لايمارسون النقد وإعادة النظر والقراءة، لمسائل دينية وتاريخية ثبت سخافتها وسذاجتها وبُعدها عن العقل والمنطق؟ شرط بعدهم عن المهاترات والتعصب والفتاوى المنكرة الصادرة عن أمام جاهل أو مثقف منافق أو إعلاميِّ مضلِّل .
إلى متى ستظلّ جماهيرنا العربية لاتغضبها القضايا المصيرية، ولا يؤلمها انهيار أوضاعنا الوطنية والإنسانية والاجتماعية؟
إلى متى سنظلُّ نغضب لشخص، لا لفكر؟ نغضب لانتماء مذهبي أو مصلحة شخصية، لاحول نظرية سياسية أو اجتماعية أو وطنية حداثية؟ نغضب لمقتل شخص في تفجير انتحاري، في بلد بعيد، ولا نغضب أو نثار لمقتل الآلاف ودمار المدن والقرى والأوابد في بلداننا البائسة؟