نطفة سوداء في رحم أبيض.. أهم المحطات في القضية الفلسطينية
ديمة جمعة السّمان | فلسطين
طرحت الكاتبة سماح خليفة في روايتها ” نطفة سوداء في رحم أبيض سؤالا إنسانيا حتى النخاع ” لا يختلف على إجابته اثنان: هل ينتصر الحب على الحرب؟
وكان جوابها حاضرا، صريحا واضحا في بداية صفحة رقم 9، إذ قالت: لا يوجد قوة في هذا الكون بمقدورها أن تمنع قلبا من الخفقان، أو أن توقف نبضه ولهفته للحب.. وحتى الحرب لن ترعب وجه الحب في قلوبنا.. بالحب وحده ننتصر لوجودنا في هذا الكون الفسيح، وبالقوة نثبت هذا الوجود.
إذا بالحب والقوة ننتصر ونصل إلى ما نصبو إليه.
رواية اختصرت كثير من الأحداث التي مرت على القضية الفلسطينية منذ عام 1948 مرورا بنكسة 1967، والانتفاضتين.. حتى اليوم، من خلال عائلة عانت الأمرّين وقدمت أبناءها شهداء وأسرى من أجل الوطن.
كما عرجت الكاتبة على بعض الاحداث التي جرت في بعض الدول العربية الشقيقة. أجادت الكاتبة بوصف مشاعر القومية العربية الجميلة التي تعزز الوحدة بين الشعوب العربية. فلا فرق بين فلسطيني ومصري وعراقي.. هم أبناء شعب عربي واحد، يؤمنون بقضيتهم ويسعون سويا للوصول إلى هدف واحد.
كان القائد جمال عبد الناصر حاضرا في الرواية.. وقد أصرت بطلة الرواية أمل بالذهاب الى مصر للمشاركة في الجنازة.
وكان الشهيد القائد ياسر عرفات حاضرا في آخر أيامه.
رواية سجلت أهم المحطات في حياة الشعب الفلسطيني والتطورات على الساحة السياسية، وكشفت عن الوجه الصهيوني البشع.. وربطت بين العلاقة الاميركية الاسرائيلية والمؤامرات التي يتم حياكتها ضد فلسطين وأهلها.
أصف الرواية بالجريئة، والمباشرة، سجلت ما لم يسجله التاريخ. ربطت الماضي بالحاضرلتستشرف المستقبل.
رسمت الشخوص بذكاء، واستطاعت تمرير ما يجري على أرض الواقع دون أن تكون تقارير صحفية كما ورد في بعض الاعمال الروائية لبعض الكتاب.
ولكن كنت أتمنى من الكاتبة مراجعة العمل قبل طباعته، إذ أن عدد الاخطاء المطبعية والاملائية واللغوية والمعلوماتية كبيرة جدا.. حتى أنها استبدلت بالخطأ أسماء الشخوص في بعض الاحيان.. إذ ذكرت في أكثر من موقع اسم أمل بدلا من حرية، وذكرت اسم يوسف بدلا من يحيى.
أما النصوص التي كتبت باللغة الانجليزية فكانت عبارة عن مأساة اضعف الرواية، إذ أن الترجمة كانت غير دقيقة، ومليئة بالأخطاء الإملائية.
التنقل بين اللغتين ومن ثم الترجمة كانت غير موفقة، ثم الانتقال من اللغة العربية الفصحى الى العامية الخفيفة المكسرة، ثم نرى يحيى يخاطب كلارا الأميركية بلغة فصحى معقدة…الخ
في البداية تناوب يحيى وأمل في رواية قصة أمل.. وبعد أن غادرا أمريكا وعداها أن يكتبا الرواية، وتعهدت بنشرها.
لا أدري كم كان ذلك موفقا.. ولربما لو لجأت الكاتبة للراوي العليم لكان الامر أكثر إقناعا وأقل تعقيدا.
ولا بد من الاشارة إلى أن الكاتبة أجادت بحبكتها الروائية.. والتي تميزت باللغة الجميلة وبعنصر التشويق.. وبالرغم من كل الألم إلا أن الأمل كان يطفو، فارضا نفسه بقوة.