د. عبد الله سعيد صبري .. شخصية مقدسية تفاعلية مع نبض مجتمعها ولها بصمات مهمة

محمد زحايكة | فلسطين

من أوائل الأطباء الذين زارهم الصاحب وهو غلام غر كان د. عبد الله صبري وعيادته في شارع صلاح الدين والمطلة على مقبرة المجاهدين باب الساهرة والتي كان الصاحب ينقبض قلبه كلما لاحت بعض قبورها أمامه من شرفة العيادة.. ولكن جو المرح والحديث اللبق والفكه الذي يقابل به د. عبد الله صبري مرضاه يخفف الأوجاع ويبعد شبح الأموات بصوته الرنان وقفشاته الجميلة والمحببة.
وكان د. عبد الله بارعا في تحديد أصل الشخص المريض ومن أي قرية أو بلدة هو قادم من لهجته أو من سحنته، لذلك ما إن يقفر لهجة المريض حتى يبدأ في مداعبته بلهجة بلدته أو قريته بل ويعرض بعض التلميحات الخاصة بجماعته حتى يطمئن ويتخلص من الوساوس المرضية التي تلم به. وأحيانا يقلد لهجتهم بأسلوب فيه مرح وشقاوة عيال حتى يضفي جوا من البهجة وتقبل الحالة المرضية ومحاولة الخروج منها بأسرع وقت ممكن. ومن المداعبات التي كان يستخدمها دكتور عبد الله اتهامه المريض بأنه يتمارض أو يدعي المرض وإن صحته حديد وزي البمب، لتنتقل هذه الإيحاءات الإيجابية إلى العقل أو الوعي الباطن للمريض، فيحس أنه يتحسن بالفعل وأنه عال العال وما به شيء ..؟ وكان الصاحب يضحك بملء شدقيه عندما يسأله الدكتور عبد الله “المهم .. كيف حمامتك..؟ “، فيستغرب الصاحب كيف عرف الدكتور أنه يربي الحمام والزغاليل؟! رغم أن الصاحب لا يربي لا حمام ولا زغاليل.. ويخرح من العيادة وهو يشعر بنوع من الانتعاش ويخطر على باله عبارة ” طنش تعش تنتعش ” .
وكان الصاحب يقصد د. عبد الله صبري مرارا في وقت لاحق وبعد أن عمل في مهنة المتاعب للتعليق على بعض الأحداث السياسية لنشرها في الصحافة المحلية خاصة وأن له باع في العمل العام وشارك فيه بقوة وكان له حضور في النقابات المهنية والمؤسسات والجمعيات الخيرية في مدينة القدس وما زال، حيث زاره الصاحب في الآونة الاخيرة في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في حي الصوانة بالقدس للاستفسار منه حول مصير نادي الخريجين العرب في حي الشيخ جراح، ولا ادري كيف أثيرت قضية تطلع د. باسم أبو عصب نحو إحياء هذا النادي العريق ، فكان د. عبدالله يكرر اسم بسام بدلا من باسم رغم محاولة الصاحب تصحيح الاسم..؟؟
ما أثلج صدر الصاحب في علاقته مع د. عبد الله أنه كان يخاطبه بكل ود واحترام ومزاح لطيف وأنه سلس في التعامل إذا قصدته في موضوع ما يتعاطى معك بكل أريحية وترحيب ولا يعقد الأمور أو يعمل من الحبة قبة مثل بعض المتفذلكين والمتشاوفين الذين يعتبرون أنفسهم قادرين على جلب الذيب من ذيله..والصاحب يعتقد أن د. عبد الله له بصمة مهمة في العمل العام وقدم خدمات جليلة للقطاع الصحي والمجتمعي على وجه الخصوص .
د. عبد الله صبري من الرعيل الأول في ميدان الطبابة و لم ينعزل في صومعته الطبية بل مارس أدوارا مهمة وأساسية في خدمة مجتمعه المقدسي والفلسطيني وانخرط في العمل العام الى شوشته كما يقال ودأب على المشاركة الفاعلة في خدمة المقدسيين وتحقيق الإنجازات بصبر ونفس طويل، وواصل عطاءه رغم عمره المديد وظل وفيا لانتمائه وشكل حالة ونموذجا مشرقا ومشعا للطبيب الإنسان الذي لا يتوانى عن تقديم الخدمات الطوعية لأهله وناسه إيمانا منه بأن الإنسان قضية وهدف سام وأغلى ما نملك .
د. عبد الله صبري عنوان للعمل الخالص لوجه الله والوطن والضمير الإنساني . شخصية متفاعلة ومخلصة في تواضع وانسجام وتصالح مع النفس. شخصية قدمت لمجتمعها ما يستحق الإشادة والفخر به على طول الزمان باقة ورد وزهور من الإقحوان والياسمين لهذه الشخصية المقدسية التفاعلية وذات الروح الإيجابية والجذابة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى