الليّلُ المَلَكي
دنيا علي الحسني | العراق
لوحة الفنان: إياد الموسوي
بِعَينْ السَماءِ يَعلُو النْداء
صَوتُ الهَدى أَتْى صَافْياً
يَخْتَرقُ طَياتُ السَحْاب
لِي مْنهُ عَينٌ جَرَتْ كَوثَراً
بَعْدُ هُنَيهةٌ منْ خْشُوع ٍ
وَسَكينَةٍ يَتلُوها صَمتٌ
عَمِيق حِينَما كْنتُ أَتسَلق
عَلى نَبضْاتِ قَلبيّ شُّعَبَ الإيمان
لاحَ النُور بِسكْونِ لَيلٍ مَلكي
رُوحِي العَاشقَةُ تُسافِرُ إلَيه
عَلى أَجْنحَةِ هَواه المَكِين
وَرفْرَفةُ قَلبّي بَينَ رَجْفَة
الشَوقِ وَ نَبضُ أَوردَتي
سَكَبَ نورُ وِصَالْه
دُفَعاتٌ تَموجُ بِالضْياءِ
ومَابَينَ الرُوح والنَبضِ
هُناكَ أَسْماؤهُ
ومَابَينَ أَسْماؤهُ
وَبَينْ قَلبّي عْشقٌ لا يُوصَف
كَمالُ الدِراية ُ للرِوايَة
بِسَهمِ دَلالهِ قَصَدتُ
رِواقُ التَدْوين وقَضْايا
فَتْوى العْشقِ شْرعَتَهُ
وَبِشَرعِ دينَ الحُبّ قَدْ لُذّت ْ
وَمَنَح لِي حَقَ اللجُوء وَقَدْ
هَتفَتْ قَصائِدُ لَهفَتي : فُزتْ
مُتَحرراً مِنْ هَذا العَالم الفَانّي
فِي صَمتٍ أَسمَعُ صَوتُ الحِكْمَة
يَخْتَرقُ حْدودُ زَمانِي وَمَكانِي
عَالَمي الجَديدْ حَيثُما يَكونْ
المُنْتَهى هْو عَينْ المُبتَدأَ
فَيهْفُو قَلبّي إلى الحَبْيب ِ
يَذُوبُ وَجْدِي فِي المَشْهَدِ
وَالمَغْيب فَأقْولُ للَياليّ
إفْعَلي مَا تَشْائْين فَأنا نْلتُ
مِنهُ وداً وَ لْطفاً مَورُودْ
هْوَ الحبُّ الذي أَيقَظَنْي
للتَهَجدِ وَقيامُ اللَيّل
ذَابَّ بِفَجرهِ الصَادْقِ
مْن رُوحي شْموعُ الصَّبْر
مْصباحٌ يُنْير ظُلماتَ اليأَس
وَمْن هْيامِي أَوقَدتُ بُخورِ الوَّجْد
عْطرُ مْحرابُ حُبّه قَدْ محا قَلقَي
وَفَتحَ بَابُ أَسْفارَ الرُّوح
وَمنْ آياتِها الأَخلاصُ رَتلتْ
ولِموثُوق العَشاقِ جَددَتْ
فْي سْكونِ لَيّلٍ مَلَكي
أَجْتَلي الصَمتُ الرَّهيبْ
لِمَعنَى فَوقِ الإدْراكِ عَجْيب
نَادَى مِنْ الغَيبِ صَوتاً هَاتِفاً
فْي السَّحرِ الفَتحُ قَريبْ
وقَالَ : أَرْكَبُوا فِيهَا
بِسمْ الله مَجْراها وَمَرسْاها
إنَّ رَبيّ لَغَفُور ٌ رَّحِيمٌ
وأَنا فْي جَمْرةِ أَشْواقِي أَطْوفُ
حَاجٌ سَاهرٌ في صَوامعِ العَاشْقيِن
صُوفيٌ مُسافرٌ عَلى سَفينَة ِ
العْشقِ الإلهي .