حق الروح على النفس.. الرفيق قبل الطريق

أسماء السيد سامح| كاتبة مصرية

بعض البشر حولنا أشبه بمصّاصي الدماء؛ غير أنّ مصاصي الدماء يقتاتون على مصّ دماء الناس، وهؤلاء يقتاتون على مصّ الطاقات، يشغلونك بالهمّ والغمّ وافتعال المشكلات، ليس لهم شاغلة إلا أنت وحالك، وليس لهم هدف إلا تحطيمك، أرجوك لا تسألهم أو تسأل نفسك لماذا؟! فليس ثمّة إجابة إلا أن قلوبهم مرضى، وليس أسوأ من قسوة القلوب، وليس أضرّ من غل وحقد وحسد النفوس، فلا ترهقنّ نفسك في البحث عن إجابات واعلم أنّ أسوأهم.. (المتلونون)؛ أولئك الذين يتصيّدونك كالمغول، في البداية يحتفون بك وكأنك ملك، حتى أنّهم يدلّلونك في بعض الأحيان؛ فيطعمونك اللقمة في فيك ويهدهدونك حتى تنام، ثم يذبحونك ويأكلون لحمك من دون أن يطرف لهم جفن!
أمّا بعد؛ فإيّاك وأشرّهم .. (مرتدو عباءة الدين)؛ أولئك الأخيار مع كل غريب لا يعرفهم ولا يعرفونه، لا تنسَ الوصية وأنت على عتبات أمثالهم: “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي” صدق حبيب الله – صلى الله عليه وسلم -، ألا فإنّ الراحمين يرحمهم الرحمن فإن لم تجد الرحمة ها هنا فـ فِرْ، فأرض المتشاحنين فيما بينهم كالصّحراء، والغرباء هاهنا كالحفاة الذين إن سلموا من ساكني الجحور، فلن يسلموا من قلة الزاد والماء، وما الأمل في تغيير أمثالهم إلا كذلك الماء الذي يتبعه العطشى حتى إذا بلغوه ما وجدوه، إنّ لأرواحكم عليكم حقًا وأول حق الروح على النفس أن تختار الرفيق قبل الطريق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى