النهضة المصرية و بداية استيطان الإغريق الاوائل فى مصر

فريدة شعراوي | باحثة في التاريخ وعلم المصريات

في عهد الأسرة السادسة والعشرين  وبعد استيلاء الأشوريين على مصر، نصبوا ولاة وطنين على أقاليم مصر المختلفة، أعظمهم “نخاو” لما توفى ” نخاو ” أمير صا الحجر و منف خلفه ابنه ” أبسماتيك الأول ” .. ( ٦٦٣ _ ٦٠٩ ق .م . ) واليا على أملاك والده تحت إشراف الأشوريين.. وضعت تماثيل للملك.

فلما رأى أن دولة أشور مشتغلة بإخماد الثورات، و انها آخذة في الاضمحلال ؛ شرع في تقوية سلطانه، و استعان بملك “ليديا ” بـ(آسيا الصغرى) تركيا حاليا، على التخلص من حكم الأشوريين. ثم تغللب على باقى الأمراء المصريين، فكان بذلك مؤسس الأسرة السادسة و العشرين.

يعتبر “ابسماتيك ” من أقوى ملوك مصر و أعظمهم، ففى أيامه نهضت مصر من سباتها، و تخلصت من الضعف الذى لحقها من الفتن الداخلية و الغارات الأشورية، إلا إنها لم تكن فى أيام هذه النهضة كما كانت في النهضات السابقة، إذ أصبحت الامة فى ذلك الوقت عديمة الميل للانشغال بالأمور الحربية، و لم تولد فيها الغزوات الأخيرة حبا للحرب كما ولدت ذلك فيها غزوة الرعاة ” الهكسوس “

و لذلك أدرك ابسماتيك أن لا حيلة في تحقيق أمنيته و إرجاع مجد آبائه العظام إلى بلاده إلا بالإستعانة بالجنود المرتزقة، فكون جيوشا من الأشداء، و معظهم من بلاد الإغريق و جزر البحر الأبيض ، و استولى على بعض جهات فلسطين.

أراد أبسماتيك أن يعيد لليلاد مجدها، غير أنه لم يقتصر على إحياء الحضارة القديمة فحسب، بل رأى ضرورة الاختلاط بالأمم الساكنة على شواطئ البحر الأبيض ممن ارتقت حضارتهم، واتسعت تجارتهم ، فأصبح الوجه البحرى موردا ترد إليه التجار من البلاد الفنيقية والسورية و خاصة الإغريقية. وفى هذا الوقت كان الأغريق آخذين في الانتشار و الاستعمار.

استوطن الاغريق مصر و نشروا فيها تجارتهم و شيدوا مصانعهم، فهذا العدد العظيم مضافا إليه جند الاغريق المأجورين بالجيش، لم يخل أمرهم من التأثير فى حالة البلاد ، غير أن تأثيرهم الأكبر كان ، في الملوك لا فى الأمة ذاتها . و ذلك لشدة تعصبها و اعتزازها بمجد أجدادها السالفين .

بل أن المصريين أنفسهم كان لهم تأثير محسوس في الإغريق .فقد نقل هؤلاء عنهم شيئا كثيرا من أصول التصوير و عمل التماثيل، كما نقلوا كثيرا من علمهم و فلسفتهم و لا سيما ما يختص بالإلهيات .

توفى الملك بسماتيك الأول عام ٦١٠ ق م .

وفى مارس ٣٠١٧ تم العثور على تمثال للملك فى حفرة فى حى المطرية فى مصر التمثال مكسور يبلغ إرتفاعه ثمانية أمتار من حجر الكوارتزيت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى