الجِندَر على الطريقة الفلسطينية في باحات الأقصى وفي الذاكرة
د. إيهاب بسيسو | فلسطين
صباح اليوم في باحات المسجد الأقصى كانت هناك فتاة متشحة بالكوفية الفلسطينية، تتخذ دورها في الدفاع عن هوية الأقصى الوطنية والتاريخية والروحية ضد اقتحامات وعبث الجنود.. لم تكن وحدها بالطبع، كُنَّ كثيرات منتشرات في كل مكان قابضات على جمر اللحظة بكل قوة، ثابتات كما اليقين بانتصار الحرية على الفولاذ القاتل.
مشهد اليوم في باحات الأقصى هو ذات المشهد الذي لم يفقد توهجه عبر الأزمنة، بل يعيد صياغة ذاته بكل عفوية وصدق كل يوم وهو يستند إلى محطات مشرقة في الذاكرة، كحجر ميشلين عواد من بيت ساحور في انتفاضة ١٩٨٧، واستعدادات الأمهات والفتيات قبل المواجهات عند مداخل المدن والقرى والمخيمات اللفلسطينية، كاندفاع عهد التميمي وفتيات المدارس والجامعات في المظاهرات والاحتجاجات الشعبية.
محطات مشرقة بعيدة في التاريخ ومعاصرة، كانت وما زالت فيها المرأة الفلسطينية تضع بصمتها المميزة كمناضلة في الميدان وفي قطاعات العمل الوطني المختلفة.. إنه الجِندَر الوطني – كما تعلمناه – والذي يعرف تماماً صياغة هويته الاجتماعية في الميدان والنص والحكاية ولا يخشى من سوء فهم مقصود أو تجاهل ممنهج أو غير متعمد لدور المرأة في النضال والحياة المجتمعية.
لم يكن الشباب وحدهم اليوم في مواجهات الدفاع عن الأقصى، كانت الفتاة الفلسطينية في الميدان تُصوِّر الهمجية العسكرية وتقاوم وتتعرض لذات الاعتداءات الوحشية من هراوات الجنود..إنها طريقة فلسطين الشعبية في تعريف الجِندَر كما يليق بهوية فلسطين الوطنية.
لهُنَّ اليوم وفي كل يوم كل التحيات مناضلات وأسيرات ومتطوعات وعاملات في قطاعات الحياة المختلفة …
ولأرواح شhيدات فلسطين عبر المسيرة الوطنية الخلود في الأبدية والذاكرة