في الذكرى الأولى لرحيل عز الدين المناصرة
بقلم نريمان الشريف
سأبدأ من حيث انتهى العز
ومن حيث أمسينا بلا عز
في لحظة الذبول كان بدر الخليل في عمّانَ قد اكتمل
عندها حلّ الأجل
وعندما حلّ الأجل
اعتقلَ الموتُ الجبل
هكذا كان الرجل ..
هضبة والكل واد من قوم موسى وثلة من أتباع عاد
جبلاً في زمن كل الأناسي سفوح لا تُرى
من ذاك يا تُرى؟!
إنه العزّ في زمن الذلة
البدرُ وقت العتمة
سراجٌ في لحظة الظلمة
رداء في زمن العري والأمراض والعلة
سياجٌ وقت تبعثر الإخوة
ماء في زمن الجفاف نشكو الإله القلة
رحل الجبل
وجاء الموت وغاب الصوت
تصاعد الأنين
وندّى الجبين
وقت تكميم الأفواه وتسلط الأشباه
ونوح فلسطين
وعلى رأي المثل
انشقت فلسطين
بقي الفلس وازداد الطين بلة
وهكذا رحل الجمل تاركاً خلفه ما حمل
أفرغ ما في صدره من ثقل
أرتالاً من الكلمات
لكنه مات
في العشق للأرض للوادي
للعشب والشوك
للسهل والجبل
مبتلة بالآهات معجونة بالعودة بالأمل
رباه .. لا نقول غادر المقهور على عجل
ففي ذلك اعتراض على حكمة المولى عز وجل
بل
جاء الرحيل الفظيع في زمن التطبيع المريع
وفي حيْن الجهل وتداول الدجل بين الدول
معبراً صائحاً هنا أمارات الفشل
رحمة الله على البدر لما اكتمل
رحمة الله على الجبل)