أدب

اعترافات شعرية

سماح البوسيفي|تونس

1
النص الذي قد أكتبه عارية في ساعات الليل الأخير
هو ذاك الذي يشبهني
نتساقط معا ضريرين في فراش واحد
كأن يجرب خدعته الأخيرة فوقي
فيقطع يدي ويجر حلقي ولساني للكتابة …
في ليلة أخرى قد أنام محاطة بكل أثوابي لأجعل نصي ذاك بسيقان طويلة
ولأكتب عن الشعر والنثر قصصا عرجاء ينفتح عليها الصباح نصوصا هيفاء دعجاء …
أما في ثلثه الأخير سأتعرى أمام أقلامي
وسأسكب من حبر الصباحات والمساءات فوق جلدي الناعم
وأكتب نصا واحدا يجثو على ركبتيه
إنه فقط نصى..

2
لا تمت قبلي أيها النص
أُكتب في هامش من الورقة
موعدا بعيدا لإقامة مأتم
ولنتحدث مطولا
عن البكاء خارج الشتاء
ولنخرجه من الخزانات
للدموع أيضا طعم الورق …
لنقل “هذا نص”
ولننشغل عنه
باللغة ترتب شِعرهَا في شَعري
موتا أبيض
دون أن تتلفظ اسمي
واسعا أو عريضا
للكذب أيضا مواقفه
النبيلة
كأن ينشغل بالنص….

3
أكتبْ واصفا في النص:
عقدة لسانه الطويلة
ينشغل بالصمت في الكلام
فنتحدث عن فوائد الفراغات
والفواصل و النقاط و النهايات …..
في النص مواقع كثيرة للسجود
كأن يقول قارئ في سره:الله..
فيبكي الحرف الأول عند الحرف الأخير
فتأخذ الأصابع استراحة صلاة
في الطريق: دم طفيف
جرح في قلب ناقد
أضاع مقاصده في شطر السطر الرابع
فهجر المكان لتدريب أدوات الحلاقة:المشرط والسكين وأدوات الحياكة
تاركا في النص القديم
آثار بكاء طويل..

4
مستعيرا من الموت ربطة عنقه الأنيقة
ماشيا في النص
رافعا قبعتي
سأشعل سجائري كلها
لأدخن الوقت
يوما بيوم
وأطفئ السنوات كلها في رأسي
نصوصا
عرجاء وهيفاء
بلا تقفية
سارقا من الموت فمه الهازئ
لأضحك فوق جثماني
من النهاية
هذا فقط نصي…
النص..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى