الخرّوبةِ العجوزِ
عبد السلام العطاري
ونكبرُ تحتَ ظلِّ “الخرّوبةِ العجوزِ”، وتتكاثرُ أسماءُ العشَّاقِ على ساقِها، تمرُّ الأجيالُ، وتقولُ: هذا أبي، كان هنا، كان يحبُّ اسمًا، والأسماء كثيرة، والأسماء حروفُها غائرةٌ في لحائِها، كم من أيَّامٍ صعدت على أغصانِِ “الخرُّوبةِ العجوزِ” وغنَّى “حسُّونُ” النَّهارِ الباردِ لطلّاتِها، والمساءُ رطبٌ من ريحِ البحرِ يجيءُ له رائحة الماءِ العتيقِ، والرَّيحان عطرُ المساءِ كان، كما الذَّاكرةُ كانت، يقولُ الفتى؛ ليتمِّمَ الشَّيخُ ابتسامتَه السَّاخرةَ، ويشعل تبغَه، ويطيرَ الدُّخانُ من جديد.