أشعل شمعة يا بنيّ
سمير حماد
– ما أطول هذا الليل ، يا ابتي ….
كم تبدو مدينتنا موحشةًٌ , مظلمةً ,
والشوارع تهرول فيها الريح ،
وشظايا الخراب مبعثرةٌ في الطرقات،
وبسطات الكتب مقلوبةٌ في الزوايا المعتمة،
– لتبْقَ يَقظاً يا بنيّ ,
مهما اشتدّت عليك الظلمة،
إياك أن تغمض عينيك ,
ولو أُطفئتْ كل نجوم السماء ,
وأقفرت الطرقات ،
– أشعر بمزيد من الأسى , يا أبتي ،
هل تحوّل العالم الى زنزانة ؟
أو مغارة , أو هاوية ؟
ما عُدْتُ أرى سوى علامة واحدة للحياة ،
جرذان كثيرةٌ تتنقل بين خرائبها ،
ما عدتُ أسمع إلاّ الصدى الموحشَ ,
لوَقْع خُطاي , وخَطاياي،
وظلي الذي يتبعني ولا اراه ..
– هل غادر الملائكة المكان ايضاً , يا أبتي؟
– لم يبق في مدينتك سوى الذكريات يا بني ،
و النهرَ الذي تحدَّى الدمار ،
واجهْ كوابيسَ الخراب،
بأغنية , وباقة ورد..
ولتشعلْ شمعةَ
كي تطرد , كل شياطين الارض