متتاليات
فتحي مهذب | تونس
ذؤابة الغصن ;
كما لو تؤبن جمهرة من الأوراق
ورقة وحيدة.
•••
الرضيع يعول
الغيمة تقترب كثيرا
كما لو أنها نهد.
•••
غابة ثلج ;
آثار أيائل
تدل على صومعة القس.
•••
بعصاه
يتقرى أسرار الطريق
الضرير.
•••
كف المطر
غير أن مطريتي
لم تزل تذرف الدموع.
•••
الحياة قصيرة جدا ;
كما لو يصرخ الزيز
طوال الليل.
•••
على شجرة اللبلاب
فاردا جناحيه
طائر الوقواق.
•••
خجولا
يظهر بين شقوق الغمام
القمر.
•••
الريح تطرق الباب
يا للخسارة
يعسوب نافق!.
•••
الناقوس المدرسي ;
أرواح التلاميذ القدامى
خارج الصف.
•••
الملابس ذاتها
يتقاسمها الليل والغراب
في المقبرة.
•••
ليرة تركية ;
تتلامع في صحن البيت
يراعة الليل.
•••
النظارات
التي يرتديها الأعمى
مكسوة بالغبار.
•••
إياك أن تقتربي أكثر
أيتها البومة
من بيت الصياد.
•••
بعد العاصفة
معزون كثر
أمام شجرة الدردار.
•••
في حذاء التمثال
يحدق مليا
جامع القوارير.
•••
ندف ثلج ;
موجع بقاؤه خارج البيت
عمود الإنارة.
•••
وراء جنازة البستاني
يطلق عقيرته بالصياح
الجدجد.
•••
بعد سقوط الصاعقة
كما لو تؤبن الفزاعة
عصافير الدوري.
•••
سنرفع شكاية بالريح
ليس من حقها
قطع أعناق الأزهار.
•••
تتبعنا السحب ;
غير أن السماء صافية
في عيون ريتا.
•••
المطر قادم
كما لو يصرح به الدوري
فوق شجرة الزنزلخت.
•••
بعد هبوب العاصفة
سأشتري قبعة جديدة
للفزاعة.
•••
بصوت متقطع
كما لو يحصي الزيز
أيام الشتاء القاسية.
•••
بأصابعها المتمردة
تصنع طائرة ورقية
لقصف الفراغ.
•••
أمام المدفأة
تشاركني الجدران
الإحساس بالعزلة.
•••
الأوراق تتدافع
لحضور صلاة
الجنازة.
•••
مضيء
هذا المنحدر
شكرا أيتها اليراعة.
•••
هذا الصباح البارد ;
يبدو أن القمر
سيسقط في البلكونة.
•••
يا للعتمة!
مصابيحك كابية
يا نبات القراص.
•••
أمام المدفأة ;
للقط يعرض كوميديا
الحياة الساخرة.
•••
في المرآة العاكسة ;
الكثير من الغيوم
يا حفار القبور.
•••
يا لطقطقة حذائك ;
الأسلاف مستاؤون جدا
أيها الجندي.
•••
يا لسوء الحظ!
على حافة رداء الراهب
ذبابة متجمدة.