هل ترحل الأهرام؟ مرثية للشاعر الكبير مظفر النواب

شعر: نزيه حسون | فلسطين

 

///
دَمعٌ يُبلّلُ مُهجتي وسرابُ
وعلى الفؤاد مواجعٌ تنسابُ

///
وعلى رحيلكَ يا مُظفر أمةٍ
ألمٌ يمورُ بأضلعي وعذابُ

///
يا أنبلَ الشعراءٍ كنتَ قصيدةً
يزهو بوهجِ حروفها الأعرابُ

///
قُلْ لي برًبِكَ كيفَ أرثي شاعرًا
يعلو شموخًا إذ علاهُ ترابُ

///
هرمُ القصائدَ كيف تَرحلُ للردى
هل ترحلُ الأهرامُ يا نوابُ
///
هذي بلادكَ بالدماء تخضَبت
قد مزًقتها براثن الأغرابُ

///
هذا العراق على رحيلكَ واجمٌ
ومياهُ دجلة حزنها ينسابُ

///
حتّى الفرات موشحًا بشجونهِ
وعليك يبكي النخلُ والعنابُ

///
بغداد تسألُ هل رحلتَ حقيقةً
إنّ الدموعَ إذا علمتَ جوابُ

///
والكاظميةُ كيفَ تكظمُ غيظها
والحزنُ فوقَ قبابها أسرابُ

///
القدسُ تبكي مَن حَباها عاشقًا
وتكادُ من وقعِ الأسى ترتابُ

///
مَن ذا يُكحِلُ بالقصائدِ جفنها
كلُّ القصائد إذ رحَلتَ سرابُ
///
مَن ذا أعاتبُ والرحيلُ مُقدرٌ
ما عادِ يُجدي في الرحيلِ عِتابُ

///
يا خاتمَ الشعراء كنتَ نبيهم
لك في قلوب الثائرينَ كتابُ

///
لكَ في رحاب الصامدينَ منارةً
لكَ في ميادين الفدى محراب

///
فجَّرتَ في أرض العروبةِ ثورةً
فتزَلزَلَ الحكامُ والأذنابُ

///
“قِمَمً على قِمَمٍ” فضحتَ عروشهم
لم تَخشَ سطوتَهُم وكنتَ تُهابُ
///
نَم مطمئنًا يا أجلَّ مُكافحٍ
لكَ في جنانِ الخالدينَ رحاب

///
لك في سماء الله خيرُ مكانة
لكَ كوثرُ الجناتِ والأعنابُ

///
فأبو الفرات هناك ينتظرُ اللقا
ويريدُ لثمَ خدودكَ السيّابُ

///
وأبو المحسَّدٍ يصطفيك مُرحبًا
حتى يُدندن شعركم زريابُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى